فبالقابضة المغرية كالطين المختوم وان كان عن تأكل فيما ينبت اللحم مخلوطا بما يجلو التأكل وأنت تعلم جميع ذلك من موضع آخر * (الفصل الخامس والعشرون في معالجات السدد) * السدد اما من أخلاط غليظة واما من أخلاط لزجة واما من أخلاط كثيرة والاخلاط الكثيرة إذا لم يكن معها سبب آخر كفى مضرتها اخراجها بالفصد والاسهال وان كانت غليظة احتيج إلى المحللات الجالية وان كانت لزجة ولا سيما رقيقة فيحتاج إلى المقطعات وقد عرفت الفرق بين الغليظ واللزج وهو الفرق بين الطين والغراء المذاب والغليظ يحتاج إلى المحلل ليرفقه فيسهل اندفاعه واللزج يحتاج إلى المقطع ليعرض بينه وبين ما التصق به فيبرئه عنه وليقطع أجزاءه صغارا صغارا إذا كان اللزج يسد بالتصاقه وتلازم أجزائه ويجب أن يحذر في تحليل الغليظ سببان متضادان أحدهما التحليل الضعيف الذي يزيد في تحليل المادة وزيادة حجمها من غير أن يبلغ التحليل فتزداد السدة والآخر التحليل الشديد القوى الذي يتحلل معه لطيفها ويتحجر كثيفها فإذا احتيج إلى تحليل قوى أردف بالتليين اللطيف بمادة لا غلظ فيها مع حرارة معتدلة لتعين ذلك على تحليل كلية الساد فان أصعب السدد سدد العروق وأصعبها سدد الشرايين وأصعبها ما كان في الأعضاء الرئيسة وإذا اجتمع في المفتحات قبض وتلطيف كانت أوفق فان القبض يدر أعنف اللطيف عن العضو * (الفصل السادس والعشرون في معالجات الأورام) * الأورام منها حارة ومنها باردة ومنها رخوة ومنها باردة صلبة وقد عددناها وأسبابها اما بادية واما سابقة والسابقة كالامتلاء والبادية مثل السقطة والضربة والنهشة والكائن من أسباب بادية اما أن يتفق مع امتلاء في البدن أو مع اعتدال من الأخلاط ولا يكون مع امتلاء في البدن والكائن عن أسباب سابقة وعن بادية موافقة لامتلاء البدن فلا يخلوا ما أن تكون في أعضاء مجاورة للرئيسة وهي كالمفرغات للرئيسية أو لا تكون فان لم تكن فلا يجوز أن يقرب إليها من المحللات شئ البتة في الابتداء بل يجب أن يصلح العضو الدافع ان كان عضو دافع ويصلح البدن كله ان كان ليس له عضو مفرد وأن يقرب إليه كل القرب كل ما يردع ويجذب إلى الخلاف ويقبض وربما جذب إلى خلاف ذلك العضو الموضوع في الجانب المخالف برياضة أو حمل ثقيل عليه وكثيرا ما تنجذب المادة عن اليد المتورمة إذا حمل بالأخرى ثقيل وأمسك ساعة وأما القابضات فيجب فيها أن تتوخى القابضات الرادعة في الأورام الحارة المزاج صرفة وفي الأورام الباردة مخلوطة بماله قوة حارة مع القبض مثل الإذخر وأظفار الطيب وكلما يزيد الصفان نقص القبض وقوى به المحلل حتى يوافي الانتهاء فحينئذ يخلط بينها بالسوية وعند الانحطاط يقتصر على المحلل والمرخى والباردة الرخوة يجب ان يكون ما يحللها شيئا حارا ميبسا أكثر ما يكون في الحارة هذا واما الحادث عن سبب باد وليس هناك امتلاء من الأخلاط فيجب أن يعالج في أول الامر بالارخاء والتحليل والا فيمثل ما عولج به الأول وأما إذا كان العضو المتورم مفرغة لعضو رئيس مثل المواضع الغددية من العنق حول الاذنين للدماغ والإبط للقلب والاربيتين للكبد فلا يجوز البتة أن يقرب إليها ما يردع ليس لأجل ان هذا ليس علاجا لأورامها فان هذا هو العلاج
(٢١٥)