الجزئي وأفضل البراز المجتمع المتشابه الاجزاء الشديد اختلاط المائية باليبوسة الذي ثخنه كثخن العسل وهو سهل الخروج لا يلذع ولونه إلى الصفرة غير شديد النتن ولا دعامة غير ذي بقابق وقراقر وغير ذي زبدية وهو الذي خروجه في الوقت المعتاد بمقدار ارتقاب المأكول في الكمية واعلم أنه ليس كل استواء براز محمود ولا كل ملاسة فإنهما ربما كانا للنضج البالغ المتشابه في كل جزء وربما كانا لاحتراق وذوبان متشابه وهما حينئذ من شر العلامات واعلم أن البراز المعتدل القوام الذي هو إلى الرقة انما يكون محمودا ذا لم يكن مع قراقر ورياح ولا كان منقطع الخروج قليلا قليلا والا فيجوز ان يكون اندفاعه لصديد يخالطه مزعج فلا يذره يجتمع هذا وقد يراعى علامات تظهر في العروق وفي أشياء أخر الا أن الكلام فيها أخص بالكلام الجزئي وكذلك نجد في الكلام الجزئي فضل شرح لأمر البراز والبول وغير ذلك فافهم جميع ما بينا * (الفن الثالث يشتمل على فصل واحد وخمسة تعاليم) * * (الفصل المفرد في سبب الصحة والمرض وضرورة الموت) * اعلم أن الطب ينقسم بالقسمة الأولى إلى جزأين جزء نظري وجزء عملي وكلاهما علم ونظر لكن المخصوص باسم النظري هو الذي يفيد علم آراء فقط من غير أن يفيد علم عمل البتة مثل الجزء الذي يعلم فيه أمر الأمزاج والاخلاط والقوى وأصناف الأمراض والاعراض والأسباب والمخصوص باسم العملي هو الذي يفيد علم كيفية العمل والتدبير مثل الجزء الذي يعلمك انك كيف تحفظ صحة بدن بحال كذا أو كيف تعالج بدنا به مرض كذا ولا تظنن ان الجزء العملي هو المباشرة والعمل بل الجزء الذي يتعلم فيه علم المباشرة والعمل وكانا قد عرفناك هذا فيما سلف وقد فرغنا في الفن الأول والثاني من الجزء النظري الكلى من الطب ونحن نصرف ذكرنا في الباقيين إلى الجزء العملي منه على نحو كلي والجزء العملي منه ينقسم قسمين أحدهما علم تدبير الأبدان الصحيحة انه كيف يحفظ عليها صحتها وذلك يسمى علم حفظ الصحة والقسم الثاني علم تدبير البدن المريض انه كيف يرد إلى حال الصحة ويسمى علم العلاج ونحن نبدأ ونكتب في هذا الفن موجزا من الكلام في حفظ الصحة فنقول انه لما كان المبدأ الأول لتكون أبداننا شيئين أحدهما المنى من الرجل والأصح من أمره انه قائم مقام الفاعل والثاني منى المرأة ودم الطمث والأصح من أمره انه قائم مقام المادة وهذان الجوهران مشتركان في أن كل واحد منهما سيال رطب وان اختلفا بعد ذلك وكانت المائية والأرضية في الدم ومنى المرأة أكثر والهوائية والنارية في منى الرجل أغلب وجب ان يكون أول انعقاد هذين انعقادا رطبا وان كانت الأرضية والنارية موجودتين أيضا فيما تكون منهما وكانت الأرضية بما فيها من الصلابة والنارية بما فيها من الانضاج قد تعاونا فصلبتا المنعقد وعقدتاه فضل تصليب وتعقيد لكنه ليس يبلغ ذلك حد انعقاد الأجسام الصلبة مثل الحجارة والزجاج حتى لا يتحلل منهما شئ أو يكون يتحلل شئ غير محسوس فيكون في أمن من الآفات العارضة لسبب التحلل دائم أو طويل الزمان جدا وليس الامر هكذا ولذلك فان أبداننا معرضة لنوعين من الآفات وكل واحد منهما له سبب من داخل وسبب من خارج واحد نوعي الآفة هو تحلل الرطوبة التي منها خلقنا وهذا وقاع بالتدريج والثاني تعفن الرطوبة
(١٤٨)