ذلك في أبدان دون أبدان وفي أكثر الأبدان ان يسرع بالشيب وينفع من أمراض العين وذلك أكثر منفعتها فإنها تنفع من جربها وبثورها لكنها تضر بالذهن وتورث بلها ونسيانا ورداءة فكر وأمراضا مزمنة وتضر بأصحاب الماء في العين اللهم الا أن تصادف الوقت والحال التي يجب فيها استعمالها فربما لم تضر والحجامة تحت الذقن تنفع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقي الرأس والفكين والحجامة على القطن نافعة من دماميل الفخذ وجربه وبثوره ومن النقرس والبواسير وداء الفيل ورياح المثانة والرحم ومن حكة الظهر وإذا كانت هذه الحجامة بالنار بشرط أو غير شرط نفعت من ذلك أيضا والتي بشرط أقوى في غير الريح والتي بغير شرط أقوى في تحليل الريح الباردة واستئصالها ههنا وفي كل موضع والحجامة على الفخذين من قدام تنفع من ورم الخصيتين وخراجات الفخذين والساقين والتي على الفخذين من خلف تنفع من الأورام والخراجات الحادثة في الأليتين وعلى أسفل الركبة تنفع من ضربان الركبة الكائن من أخلاط حادة ومن الخراجات الرديئة والقروح العتيقة في الساق والرجل والتي على الكعبين تنفع من احتباس الطمث ومن عرق النسا والنقرس واما الحجامة بلا شرط فقد تستعمل في جذب المادة عن جهة حركتها مثل وضعها على الثدي لحبس نزف دم الحيض وقد يراد بها ابراز الورم الغائر ليصل إليه العلاج وقد يراد بها نقل الورم إلى عضو أخس في الجوار وقد يراد بها تسخين العضو وجذب الدم إليه وتحليل رياحه وقد يراد بها رده إلى موضعه الطبيعي المنزول عنه كما في القيلة وقد تستعمل لتسكين الوجع كما توضع على السرة بسبب القولنج المبرح ورياح البطن وأوجاع الرحم التي تعرض عند حركة الحيض خصوصا للفتيات وعلى الورك لعرق النسا وخوف الخلع وما بين الركبتين نافعة للوركين والفخذين والبواسير ولصاحب القيلة والنقرس ووضع المحاجم على المقعدة يجذب من جميع البدن ومن الرأس وينفع الأمعاء ويشقى من فساد الحيض ويخف معها البدن ونقول ان للحجامة بالشرط فوائد ثلاث أولاها الاستفراغ من نفس العضو ثانيتها استبقاء جوهر الروح من غير استفراغ تابع لاستفراغ ما يستفرغ من الأخلاط وثالثتها تركها التعرض للاستفراغ من الأعضاء الرئيسة ويجب أن يعمق المشرط ليجذب من الغور وربما ورم موضع التصاق المحجمة فعسر نزعا فليؤخذ خرق أو اسفنجة مبلولة بماء فاتر إلى الحرارة وليكمد بها حواليها أولا وهذا يعرض كثيرا إذا استعملنا المحاجم على نواحي الثدي ليمنع نزف الحيض أو الرعاف ولذلك لا يجب ان يضعها على الثدي نفسه وإذا دهن موضع الحجامة فليبادر إلى اعلاقها ولا تدافع بل تستعجل في الشرط وتكون الوضعة الأولى خفيفة سريعة القلع ثم يتدرج إلى ابطاء القلع والامهال وغذاء المحتجم يجب ان يكون بعد ساعة والصبي يحتجم في السنة الثانية وبعد ستين سنة لا يحتجم البتة وفي الحجامة على الأعالي أمن من انصباب المواد إلى أسفل والمحتجم الصفراوي يتناول بعد الحجامة حب الرمان وماء الرمان وماء الهندبا بالسكر والخس بالخل * (الفصل الثالث والعشرون في العلق) * قالت الهند ان من العلق ما في طباعها سمية فليجتنب منها جميع ما كان عظيم الرأس لونه كحلي أسود أو لونه أخضر وذوات الزغب والشبيه بالمار ماهج والتي عليها خطوط لازوردية والشبيهة الألوان بابي قلمون ففي جميع هذه سمية يورث
(٢١٣)