متجاوران كالرئة والدماغ فكل يشرك الآخر وخصوصا إذا كان أحدهما حارا ضعيفا فيقبل الفضل من صاحبه كالإبط للقلب واما لان أحدهما مبدأ فاضل لفعل الثاني كالحجاب للرئة في التنفس واما لان أحدهما يخدم الثاني كالعصب للدماغ واما لأنهما يشاركان عضوا ثالثا مثل الدماغ تشارك الكلية بسبب ان كل واحد منهما يشارك الكبد وربما عادت الشركة وبالأمثل أن الدماغ إذا لم تشاركه المعدة فضعف هضمها فأوصلت إليه أبخرة رديئة وغذاء غير منهضم فزادت في ألم الدماغ نفسه والمشاركة تجرى على أحكام الأصل في الدوام وفي الدور ومراتب الأبدان من الصحة والمرض ستة على ما نحن نصفه بدن في غاية الصحة وبدن في الصحة دون الغاية وبدن لا صحي ولا مرضي كما قد قيل ثم البدن المستقام القابل للصحة سريعا ثم البدن المريض مرضا يسيرا ثم البدن المريض في الغاية وكل مرض اما مسلم واما غير مسلم والمسلم هو المرض الذي لا عائق عن معالجته كما ينبغي وغير المسلم هو الذي يقترن به عائق لا يرخص في صواب تدبيره مثل الصداع إذا قارنته النزلة واعلم أن المرض المناسب للمزاج والسن والفصل أقل خطرا من الذي لا يناسبه فان الذي لا يناسبه ولا يحدث الا عن عظم سببه واعلم أن أمراض كل فصل يرجى أن ينحل في صدره من الفضول واعلم أن من الأمراض أمراضا تنتقل إلى أمراض أخرى وتقلع هي ويكون فيها خيرة فيكون مرض واحد شفاء من أمراض أخرى مثل الربع فإنه كثيرا ما يشفى من الصرع والنقرس والدوالي وأوجاع المفاصل والجرب والحكة والبثور ومن التشنج وكذلك الذرب من الرمد ومن زاق الأمعاء ومن ذات الجنب وكذلك انفتاح عروق المقعدة وينفع من كل مرض سوداوي ومن وجع الورك ومن أوجاع الكلى والأرحام وقد ينتقل بعض الأمراض إلى أمراض أخرى فيصيرا الحال لذلك أشد رداءة مشكل انتقال ذات الجنب إلى ذات الرئة وانتقال العلة المعروفة بقرانيطس إلى ليثرغس ومن الأمراض أمراض معدية مثل الجذام والجرب والجدري والحمى الوبائية والقروح العفنة وخصوصا إذا ضاقت المساكن وكذلك إذا كان المجاور في أسفل الريح ومثل الرمد وخصوصا إلى متأمله بعينه ومثل الضرس حتى تخيل الحامض يفعله ومثل السبل ومثل البرص ومن الأمراض أمراض تتوارث في النسل مثل القرع الطبيعي والبرص والنقرس والسبل والجذام ومن الأمراض أمراض جنسية تختص بقبيلة أو بسكان ناحية أو يكثر فيهم واعلم أن ضعف الأعضاء تابع لسوء المزاج أو تحلل البنية * (التعليم الثاني في الأسباب وهو جملتان) * (الجملة الأولى في الأشياء التي تحدث عن سبب من الأسباب العامة وهي تسعة عشر فصلا) * (الفصل الأول قول كلي في الأسباب) * أسباب أحوال البدن وقد قدمناها أعني الصحة المرض والحال المتوسطة بينهما ثلاثة السابقة والبادية والواصلة وتشترك السابقة والواصلة في أنهما أمور بدنية أعني خلطية أو مزاجية أو تركيبية والأسباب البادية هي من أمور خارجة عن جوهر البدن اما من جهة أجسام خارجة مثل ما يحدث عن الضرب وسخونة الجو والطعام الحار أو البارد الواردين على البدن واما من جهة النفس فان النفس شئ آخر غير البدن مثل ما يحدث عن الغضب والخوف
(٧٩)