* (الفصل الثاني والعشرون في تشريح مشط الكف) * ومشط الكف أيضا مؤلف من عظام لئلا تعمه آفة ان وقعت وليمكن بها تقعير الكف عند القبض على أحجام المستديرات وليمكن ضبط السيالات وهذه العظام موثقة المفاصل مشدود بعضها ببعض لئلا تتشتت فيضعف الكف لما يحويه ويحبسه حتى لو كشطت جلدة الكف لوجدت هذه العظام كلها متصلة تبعد فصولها عن الحس ومع ذلك فان الربط يشد بعضها إلى بعض شدا وثيقا الا ان فيها مطاوعة ليسير انقباض يودى إلى تقعير باطن الكف وعظام المشط أربعة لأنها تتصل بأصابع أربعة وهي متقاربة من الجانب الذي يلي الرسغ ليحسن اتصالها بعظام كالملتصقة المتصلة وتتفرج يسيرا في جهة الأصابع ليحسن اتصالها بعظام متفرجة متباينة وقد قعرت من باطن لما عرفته ومفصل الرسغ مع المشط يلتئم بنقر في أطراف عظام الرسغ يدخلها لقم من عظام المشط قد ألبست غضاريف * (الفصل الثالث والعشرون في تشريح الأصابع) * الأصابع آلات تعين في القبض على الأشياء ولم تخلق لحمية خالية من العظام وان كان قد يمكن مع ذلك اختلاف الحركات كما لكثير من الدود والسمك امكانا واهيا وذلك لئلا تكون أفعالها واهية وأضعف مما يكون للمرتعشين ولم تخلق من عظم واحد لئلا تكون أفعالها متعسرة كما يعرض للمكزوزين واقتصر على عظام ثلاثة لأنه ان زيد في عددها وأفاد ذلك زيادة عدد حركات لها أورث لا محالة وهنا وضعفا في ضبط ما يحتاج في ضبطه إلى زيادة وثاقة وكذلك لو خلقت من أقل من ثلاثة مثل أن تخلق من عظمين كانت الوثاقة تزداد والحركات تنقص عن الكفاية وكان الحاجة فيها إلى التصرف المتعين بالحركات المختلفة أمس منها إلى الوثاقة المجاوزة للعد وخلقت من عظام قواعدها أعرض ورؤسها أدق والسفلانية منها أعظم على التدريج حتى أن أدق ما فيها أطراف الأنامل وذلك لتحسن نسبة ما بين الحامل إلى المحمول وخلق عظامها مستديرة لتوقي الآفات وصلبت وأعدمت التجويف والمخ لتكون أقوى على الثبات في الحركات وفي القبض والجر وخلقت مقعرة الباطن محدبة الظاهر ليجود ضبطها لما تقبض عليه ودلكها وغمزها لما تدلكه وتغمزه ولم يجعل لبعضها عند بعض تقعير أو تحديب ليحسن اتصالها كالشئ الواحد إذا احتيج إلى أن يحصل منها منفعة عظم واحد ولكن لأطراف الخارجة منها كالابهام والخنصر تحديب في الجنبة التي لا تلقاها منها أصبع ليكون لجملتها عند الانضمام شبيه هيئة الاستدارة التي تقى الآفات وجعل باطنها لحميا ليدعمها وتتطامن تحت الملاقيات بالقبض ولم تجعل كذلك من خارج لئلا تثقل ويكون الجميع سلاحا موجعا ووفرت لحوم الأنامل لتتهندم جيدا عند الالتقاء كالملاصق وجعلت الوسطى أطول مفاصل ثم البنصر ثم السبابة ثم الخنصر حتى تستوى أطرافها عند القبض ولا يبقى فرجة ومع ذلك لتتقعر الأصابع الأربعة والراحة على المقبوض عليه المستدير والابهام عدل لجميع الأصابع الأربعة ولو وضع في غير موضعه لبطلت منفعته وذلك لأنه لو وضع في باطن الراحة عدمنا أكثر الافعال التي لنا بالراحة ولو وضع إلى جانب الخنصر لما كان اليدان كل واحدة منهما مقبلة على الأخرى فيما يجتمعان على القبض عليه وأبعد من هذا ان لو وضع من خلف ولم يربط الابهام بالمشط لئلا
(٣٦)