غليظه وكذلك قد يدل على الصداع الكائن أو المطل وقد يدل إذا دام على الترعش والبول الذي يشبه لون عضو ما فان دوامه يدل على علة بذلك العضو قال بعضهم انه إذا كان في أسفل البول شبيه بغيم أو دخان طال المرض وان كان في جميع المرض انذر بموت والخام يفارق المدة بالنتن والبول المختلف الاجزاء كلما كانت الاجزاء الكبار فيه أكثر دل على أن عمل الطبيعة فيه انفذ والطبيعة أقدر والمسام أشد انفتاحا والبول الذي يرى فيه كالخيوط مختلط بعضها ببعض يدل على أنه بيل أثر الجماع وأنت تعلم ذلك بالامتحان * (الفصل الرابع في دلائل رائحة البول) * قالوا لم ير بول مريض قط توافق رائحته رائحة بول الأصحاء ونقول ان كان البول لا رائحة له البتة دل على برد مزاج وفجاجة مفرط وربما دل في الأمراض الحادة على موت الغريزة فان كانت له رائحة منتنة فان كان هناك دلائل النضج كان سببه جربا وقروحا في آلات البول ويستدل عليه بعلامات ذلك وان لم يكن نضج جاز أن يكون من ذلك وجاز أن يكون للعفونة وإذا كان ذلك في الحميات الحادة ولم يكن بسبب أعضاء البول فهو دليل ردئ وان كان إلى الحموضة دل على أن العفونة هي في أخلاط باردة الجوهر استولى عليها حرارة غريبة وأما ان كانت العلة حادة فهو دليل الموت لأنه يدل على موت الحرارة الغريزية واستيلاء برد في الطبع مع حر غريب والرائحة الضاربة إلى الحلاوة تدل على غلبة الدم والمنتنة شديدا صفراوية والمنتنة إلى الحموضة سوداوية والبول المنتن الرائحة إذا دام بالأصحاء دل على حميات تحدث من العفن أو على انتقاض عفونة محتبسة فيهم ويدل عليه وجود الخفة اثره وفي الأمراض الحادة إذا فارق البول من كان يلزمه فيها وزال عنه وكان ذلك الزوال دفعة ولم يعقب راحة فهو علامة سقوط القوى * (الفصل الخامس في الدلائل المأخوذة من الزبد) * الزبد يحدث في الرطوبة من الريح المنزرقة في الماء ومع زرق البول والريح الخارجة مع البول في جوهر البول معونة لا محالة وخصوصا إذا كانت الريح غالبة في الماء كما يعرض في بول أصحاب التمدد من النفاخات الكثيرة والزبد قد يدل بلونه كما يدل بسواده وشقرته على اليرقان وقد يدل بصغره وكبره فان كبره يدل على اللزوجة واما بقلته وكثرته فان كثرته تدل على لزوجة وريح كثيرة واما ببقائه طويلا أو ببقائه سريعا فان بقاء بطيئا يدل على اللزوجة والعبب الباقية في علل الكلى ويدل على طول المرض لدلالته على الرياح واللزوجة وبالجملة فان الخلط اللزج في علل الكلى ردئ ويدل على أخلاط رديئه وبرد * (الفصل السادس في دلائل أنواع الرسوب) * نقول أولا ان اصطلاح الأطباء في استعمال لفظة الرسوب والثفل قد زال عن المجرى المتعارف وذلك لأنهم يقولون رسوب وثفل لا لما يرسب فقط بل لكل جوهر أغلظ قواما من المائية متميز عنها وان تعلق وطفا فنقول ان الرسوب قد يستدل منه من وجوه من جوهره ومن كميته ومن كيفيته ومن وضع أجزائه ومن مكانه ومن زمانه ومن كيفية مخالطته اما دلالته من جوهره فهو انه اما ان يكون رسوبا طبيعيا محمودا دالا على الهضم والنضج الطبيعين وهو
(١٤٢)