بالآخر حتى تحس بالواقف فشده عند الإشالة وجوزه عند التخلية ويجب أن يكون لرأس المبضع مسافة ينفذ فيها غير بعيدة فيتعداها إلى شريان أو عصب وأشد ما يجب أن يملا حيث يكون العرق أدق وأما أخذ المبضع فينبغي أن يكون بالابهام والوسطى وتترك السبابة للجس وأن يقع الاخذ على نصف الحديدة لا يأخذه فوق ذلك فيكون التمكن منه مضطربا وإذا كان العرق يزول إلى جانب واحد فقابله بالربط والضبط من ضد الجانب وان كان يزول إلى جانبين سواء فاجتنب فصده طولا واعلم أن الشد والغمز يجب أن يكون بقدر أحوال الجلد في صلابته وغلظه وبحسب كثرة اللحم ووفوره والتقيد يجب أن يكون قريبا وإذا أخفى التقييد العرق فعلم عليه واحذر ان يزول عن محاذاة العلامة عرقك في التقييد ومع ذلك فعلق الفصد وإذا استعصى عليك العرق واشهاقه فشق عنه في الأبدان القضيفة خاصة واستعمل الصنارة ووقوع التقييد والشد عند الفصد يمنع امتلاء العرق واعلم أن من يعرق كثيرا بسبب الامتلاء فهو محتاج إلى الفصد وكثيرا ما وقع للمحموم المصدوع المدبر في بابه بالفصد اسهال طبيعي فاستغنى عن الفصد قطعا * (الفصل الحادي والعشرون في الحجامة) * الحجامة تنقيتها النواحي الجلد أكثر من تنقية الفصد واستخراجها للدم الرقيق أكثر من استخراجها للدم الغليظ ومنفعتها في الأبدان العبال الغليظة الدم قليلة لأنها لا تبرز دماءها ولا تخرجها كما ينبغي بل الرقيق جدا منها بتكلف وتحدث في العضو المحجوم ضعفا ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لان الأخلاط لا تكون قد تحركت أو هاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة في تزيدها لزيد النور في جرم القمر ويزيد الدماغ في الاقحاف والمياه في الأنهار ذوات المد والجزر واعلم أن أفضل أوقاتها في النهار هي الساعة الثانية والثالثة ويجب ان تتوقى الحجامة بعد احمام الا فيمن دمه غليظ فيجب ان يستحم ثم يبقى ساعة يحجم وأكثر الناس يكرهون الحجامة في مقدم البدن ويحذرون منها الضرر بالحس والذهن والحجامة على النقرة خليفة الأكحل وتنفع من ثقل الحاجبين وتخفف الجفن وتنفع من جرب العين والبخر في الفم والتحجر في العين وعلى الكاهل خليفة الباسليق وتنفع من وجع المنكب والحلق وعلى أحد الأخدعين خليفة القيفال وتنفع من ارتعاش الرأس وتنفع الأعضاء التي في الرأس مثل الوجه والأسنان والضرس والأذنين والعينين والحلق والأنف لكن الحجامة على النقرة تورث النسيان حقا كما قيل فان مؤخر الدماغ موضع الحفظ وتضعفه الحجامة وعلى الكاهل تضعف فم المعدة والأخدعية ربما أحدثت رعشة الرأس فليسفل النقرية قليلا وليصعدا الكاهلية قليلا الا أن يتوخى بها معالجة تزف الدم والسعال فيجب أن تنزل ولا تصعد وهذه الحجامة التي تكون على الكاهل وبين الفخذين نافعة من أمراض الصدر الدموية والربو الدموي لكنها تضعف المعدة وتحدث الخفقان والحجامة على الساق تقارب الفصد وتنقى الدم وتدر الطمث ومن كانت من النساء بيضاء متخلخلة رقيقة الدم فحجامة الساقين أوفق لها من فصد الصافن والحجامة على القمجدوة وعلى الهامة تنفع فيما ادعاه بعضهم من اختلاط العقل والدوار وتبطئ فيما قالوا بالشيب وفيه نظر فإنه قد تفعل
(٢١٢)