عريت عن الأجنحة وخصوصا إذا كانت العصب والعضل أكثرها موضوعا بجنبها وضعا ضيقا لقربها من المبدأ فلم يكن للأجنحة مكان ومن خواص هذه الفقرة أن العصبة تخرج عنها لاعن جانبيها ولاعن ثقبة مشتركة ولكن عن ثقبتين فيها تليان جانبي أعلاها إلى خلف لأنه لو كان مخرج العصب حيث تلتقم زائدتي الرأس وحيث تكون حركاتهما القوية لتضرر بذلك تضررا شديدا وكذلك لو كان إلى ملتقم الثانية لزائدتيها اللتين تدخلان منها في نقرتي الثانية بمفصل سلس متحرك إلى قدام وخلف ولم تصلح أيضا أن تكون من خلف ومن قدام للعلل المذكورة في بيان امر سائر الخرز ولا من الجانبين لرقة العظيم فيهما بسبب السن فلم يكن بد من أن تكون دون مفصل الرأس بيسير وإلى خلف من الجانبين أعني حيث تكون وسطا بين الخلف والجانب فوجب ضرورة أن تكون الثقبتان صغيرتين فوجب ضرورة أن يكون العصب دقيقا وأما الخرزة الثانية فلما لم يمكن أن يكون مخرج العصب فيها من فوق حيث أمكن لهذه إذ كان يخاف عليها لو كان مخرج عصبها كما للأولى ان ينشدخ ويترضض بحركة الفقرة الأولى لتنكيس الرأس إلى قدام أو قلبه إلى خلف ولا أمكن من قدام وخلف لذلك ولا أمكن من الجانبين والا لكان ذلك شركة مع الأولى ولكان النابت دقيقا ضرورة لا يتلافى تقصير الأول ويكون الحاصل أزواجا ضعيفة مجتمعة معا ولكان أيضا يكون بشركة مع الأولى واتضح عذر الأولى في فساد الحال لو تثقبت من الجانبين فوجب أن يكون الثقب في الثانية في جانبي السنسنة حيث يحادي ثقبتي الأولى ويحتمل جرم الأولى المشاركة فيهما والسن النابت من الثانية مشدود مع الأولى برباط قوى ومفصل الرأس مع الأولى ومفصل الرأس والأولى معا مع الثانية أسلس من سائر مفاصل الفقار لشدة الحاجة إلى الحركات التي تكون بهما وإلى كونها بالغة ظاهرة وإذا تحرك الرأس مع مفصل إحدى الفقرتين صارت الثانية ملازمة لمفصلها الآخر كالمتوجة حتى أن تحرك الرأس إلى قدام وإلى خلف صار مع الفقرة الأولى كعظم واحد وان تحرك إلى الجانبين من غير تأريب صارت الأولى والثانية كعظم واحد فهذا ما حضرنا من امر فقار العنق وخواصها * (الفصل التاسع في تشريح فقار الصدر) * فقار الصدر هي التي تتصل بها الأضلاع فتحوي أعضاء التنفس وهي إحدى عشرة فقرة ذات سناسن وأجنحة وفقرة لا جناحان لها فذلك اثنتا عشرة فقره وسناسنها غير متساوية لان ما يلي منها الأعضاء التي هي أشرف هي أعظم وأقوى وأجنحة خرز الصدر أصلب من غيرها لاتصال الأضلاع بها والفقرات السبعة العالية منها سناسنها كبار وأجنحتها غلاظ لتقي القلب وقاية بالغة فلما ذهبت جسومها في ذلك جعلت زوائدها المفصلية الشاخصة قصار اعراضا وما فوق ذلك دون العاشرة فان زوائدها المفصلية الشاخصة إلى فوق التي فيها نقر الالتقام والشاخصة إلى أسفل يشخص منها الحدبات التي تتهندم في النقر وسناسنها تنجذب إلى أسفل وأما العاشرة فان سناسنها منتصبة مقببة ولزوائدها المفصلية من كلى الجانبين نقر بلا لقم تلتقم من فوق ومن تحت معا ثم ما تحت العاشرة فان لقمها إلى فوق ونقرها إلى أسفل وسناسنها تتحدب إلى فوق وسنذكر منافع جميع هذا بعد وليس للفقرة الثانية عشرة أجنحة إذ شده الحاجة بسبب الأضلاع ناقصة وأما لوقاية فقد دبر لها وجه آخر يجمع الوقاية مع منفعة أخرى وبيان ذلك
(٣١)