من غير انكسار بزاوية ولو كان جميع العصب المنحدر إلى الحجاب نازلا من الدماغ لكان يطول مسلكه وانما جعل متصل هذه الأعصاب من الحجاب وسطه لأنه لم يكن يحسن انبثاثها وانتشارها فيه على عدل وسوية لو اتصلت بطرف دون الوسط أو كانت تتصل بجميع المحيط وكان ذلك ناكسا لمجرى الواجب إذ كانت العضل انما تفعل التحريك بأطرافها ثم المحيط هو المتحرك من الحجاب فوجب أن يكون انتهاء العصب إليه لابتداؤه ولما وجب أن تأتى الوسط وجب تعلقها ضرورة فوجب أن تحمى وتغشى وقاية فغشيت وقاية حامية بصحبة من الغشاء المنصف للصدر وترك متكئا عليه ولما كان فعل هذا العضو فعلا كريما جعل لعصبه مباد كثيرة لئلا يبطل بآفة تلحق المبدأ الواحد * (الفصل الرابع في تشريح عصب فقار الصدر) * الأول من أزواجه مخرجه بين الأولى والثانية من فقار الصدر وينقسم إلى جزأين أعظمهما يتفرق في عضل الأضلاع وعضل الصلب وثانيهما يأتي ممتدا على الأضلاع الأول فيرافق ثامن عصب العنق ويمتدان معا إلى اليدين حتى يوافيا الساعد والكف ولزوج الثاني يخرج من الثقبة التي تلي الثقبة المذكورة فيتوجه جزء منه إلى ظاهر العضد ويفيده الحس وباقيه مع سائر الأزواج الباقية يجتمع فينحو نحو عضل الكتف الموضوعة عليه المحركة لمفصله وعضل الصلب فما كان من هذا العصب نابتا من فقار الصدر فالشعب التي لا تأتى الكتف منه تأتى عضل الصلب والعضل التي فيما بين الأضلاع الخلص والموضوعة خارج الصدر وما كان منبته من فقار أضلاع الزور فإنما يأتي العضل التي فيما بين الأضلاع وعضل البطن ويجرى مع شعب هذه الأعصاب عروق ضاربة وساكنة وتدخل في مخارجها إلى النخاع * (الفصل الخامس في تشريح عصب القطن) * عصب القطن تشترك في أنها جزء منها يأتي عضل الصلب وجزء عضل البطن والعضل المستبطنة للصلب لكن الثلاثة العلا تخالط العصب النازلة من الدماغ دون باقيها والزوجان السافلان يرسلان شعبا كبارا إلى ناحية الساقين ويخالطهما شعبة من الزوج الثالث وشعبة من أول أعصاب العجز الا أن هاتين الشعبتين لا تجازان مفصل الورك بل يتفرقان في عضله وتلك تجاوزها إلى الساقين وتفارق عصب الفخذين والرجلين عصب اليدين في أنها لا تجتمع كلها فتميل غائرة إلى الباطن إذ ليست هيئة اتصال العضد بالكتف كهيئة اتصال الفخذ بالورك ولا اتصاله بمنبت أعصابه كاتصال ذلك بمنبت أعصابه فهذه العصب تتوجه إلى ناحية الساق توجها مختانا منه ما يستبطن ومنه ما يستظهر ومنه ما يغوص مستترا تحت العضل ولما لم يكن للعضل التي تنبت من ناحية عظم العانة طريق إلى الرجلين من خلف البدن ومن باطن الفخذين لكثرة ما هناك من العضل والعروق أجرى جز من العصب الخاص بالعضل التي في الرجلين فأنفذ في المجرى المنحدر إلى الخصيتين حتى يتوجه إلى عضل العانة ثم ينحدر إلى عضل الركبة * (الفصل السادس في تشريح العصب العجزي والعصعصي) * الزوج الأول من العجزي يخالط القطنية على ما قيل وباقي الأزواج والفرد النابت من طرف
(٥٨)