الغير الشديدة والكثيرة المخالطة للسكون بأنها تسخن البدن سخونة كثيرة وتحلل ان حللت أقل وأما الكثيرة فإنها تحلل بالرفق فوق ما يسخن وإذا أفرط كل واحد منهما برد لفرط تحليله الحار الغريزي وجفف أيضا وأما إذا كانت متعاطاة لمادة فربما كانت المادة تفعل ما يعين فعلها وربما كانت تفعل ما ينقص فعلها مثلا ان كانت الحركة حركة صناعة القصارة فإنها يعرض لها ان تفيد بردا ورطوبات وان كانت حركة صناعة الحدادة عرض لها ان تفيد فضل سخونة وجفاف وأما السكون فهو مبرد دائما لفقدان انتعاش الحرارة الغريزية والاحتقان الحانق ومرطب لفقد التحلل من الفضول * (الفصل الثالث عشر في موجبات النوم واليقظة) * النوم شديد الشبه بالسكون واليقظة شديدة الشبه بالحركة لكن لهما بعد ذلك خواص يجب أن نعتبر فنقول ان النوم يقوى القوى الطبيعية كلها بحقن الحرارة الغريزية ويرخي القوى النفسانية بترطيبه مسالك الروح النفساني وارخائه إياها وتكديرها جوهر الروح ويمنع ما يتحلل ولكنه يزيل أصناف الاعياء ويحبس المستفرغات المفرطة لان الحركة تزيد المستعدات للسيلان إسالة الا ما كان من المواد في ناحية الجلد فربما أعان النوم على دفعه لحصره الحرارة داخلا وتوزيعه الغذاء في البدن واندفاع ما قرب من الجلد بحقن ما بعد ولكن اليقظة في هذا أبلغ على أن النوم أكثر تعريقا من اليقظة وذلك لان تعريقه على سبيل الاستيلاء على المادة لاعلى سبيل التحليل الرقيق المتصل ومن عرق كثيرا في نومه ولا سبب له من أسباب أخرى فإنه يمتلئ من الغذاء بما لا يحتمله فان صادف النوم مادة مستعدة للهضم أو النضج أحالها إلى طبيعة الدم وسخنها فانبث الحار في البدن فسخن البدن سخونة غريزية وان صادف أخلاطا حارة مرارية وطال زمانه سخن البدن سخونة غريبة وان صادف خلاء تبرد بما يحلل أو خلطا عاصيا على القوة الهاضمة برد بما ينشر منه واليقظة تفعل اضداد جميع ذلك لكنها إذا أفرطت أفسدت مزاج الدماغ إلى ضرب من اليبوسة وأضعفته فخلطت العقل وأحرقت الأخلاط فأحدثت أمراضا حادة والنوم المفرط يحدث ضد ذلك فيحدث بلادة القوى النفسانية وثقل الدماغ والأمراض الباردة وذلك بما يمنع من التحلل والسهر يزيد في الشهوة ويجوع بما يحلل من المادة وينقص من الهضم بما يحلل من القوة والقمل بين سهر ونوم ردئ الأحوال كلها والغالب من حال النوم ان الحر فيه يبطن والبرد يظهر ولذلك يحتاجون من الدثار لأعضائهم كلها إلى ما لا يحتاج إليه اليقظان وستجد من أحكام النوم وما يتعرف منه ومن أحواله كلاما كثيرا في الكتب المستقبلة * (الفصل الرابع عشر في موجبات الحركات النفسانية) * جميع العوارض النفسانية يتبعها أو يصحبها حركات الروح اما إلى خارج واما إلى داخل وذلك اما دفعة واما قليلا قليلا ويتبع حركتها إلى خارج برد الباطن وربما أفرط ذلك فيتحلل دفعة فيبرد الباطن والظاهر ويتبعه غشي أو موت ويتبع حركتها إلى داخل برودة الظاهر وحرارة الباطن وربما اختنقت من شدة الانحصار فيبرد الظاهر والباطن ويتبعه غشي عظيم أو موت والحركة إلى خارج اما دفعة كما عند الغضب واما أو لافا ولا كما عند اللذة وعند الفرح المعتدل
(٩٤)