والعفوصة على العصر والحموضة على التقطيع المعد للازلاق ويجب ان لا يجمع بين مزلق وعاصر على وجه تتكافأ فيه قوتاهما بل يصلح في مثل ان يتباطأ أحدهما عن الآخر فيكون مثل أحد الدواءين ملينا يفعل فعله قبل فعل العاصر ثم يلحق العاصر فيسهل ما لينه وعلى هذا القياس * (الفصل العاشر فيما يجب أن يطلب من هذا الكتاب في كتب أخر) * يجب ان يطلب من القراباذين أدوية مسهلة وملينة مشروبة وملطوخة وغير ذلك وبحسب الأسنان ويطلب في الأدوية المفردة اصلاح كل دواء من المفردة وتداركه وكيفية سقيه والحبوب فيجب أن يتناول ان لم يتحجر جفافا ولا تتناول أيضا وهي طرية لينة تلحج وتنشب بل كل ما يأخذ في الجفاف ويكون له تطامن تحت الإصبع * (الفصل الحادي عشر في القئ) * أبعد الناس استحقاقا لان يقئه الطبيب اما بسبب الطبيعة كل ضيق الصدر ردئ النفس مهيأ لنفث الدم وجميع رقيقي الرقاب والمتهيئين لأورام تحدث في حلقومهم وأما الضعاف المعد والسمان جدا فإنهم انما يليق بهم الاسهال والقضاف أخلق بالقئ لصفراويتهم واما بسبب العادة وكل من تعسر عليه القئ أو لم يعتده إذا قيئوا بالمقيئات القوية لم تلبث عروقهم ان تتصدع في أعضاء النفس فيقعون في السل ومن أشكل أمره جرب بالمقيئات الخفيفة فان سهل عليه جسر بعد ذلك على استعمال القوية عليه كالخربق ونحوه فان كان واحد ممن لا يجب أن يقيأ ولابد من تقيئه فهيئه أولا وعوده ولين أغذيته ودسمها وحلها وروحه عن الرياضات ثم استعمله واسقه الدسومات والأدهان بشراب وأطعمه قبل القذف أغذية جيدة خصوصا ان كان صعب القئ فإنه ربما لم يتقيأ وغلب الطبيعة فأن ينحل بالجيد خير من أن ينحل بالردئ فإذا تقيأ بعد طعام أكله للقئ فليدافع الاكل إلى أن يشتد الجوع ويسكن عطشه بمثل شراب التفاح دون الجلاب والسكنجبين فإنهما يغثيان وغذاؤه الملائم له أيضا فروج كردناج وثلاثة أقداح بعده ومن قذف حامضا ولم يكن له بمثله عهد وكان في نبضه يسير حمى فليؤخر الغذاء إلى نصف النهار وليشرب قبله ماء ورد حارا ومن عرض له قئ السوداء فليضع على معدته اسفنجة مشربة خلا حارا مسخنا والأجود ان يكون طعام القئ مختلفا فان الواحد ربما اشتملت عليه المعدة ضانة برده وبعد القئ المفرط ينتفع بالعصافير والنواهض بعدان لا يؤكل عظام أطرافها فإنها ثقيلة بطيئة في المعدة وأدخله الحمام واما في حال شرب المقيئ فيجب أن يحضروا ويرتاضوا ويتعبوا ثم يقيؤا وذلك في انتصاف النهار ويجب عند التقيئة ان يغطي عينيه برفادة ثم يشد ويعصب بطنه بقماط لين شدا معتدلا والأشياء المهيئة للقئ هي الجرجير والفجل والطرنج والفودنج الجبلي الطري والبصل والكراث وماء الشعير بثفله مع العسل وحسو الباقلا بحلاوة والشراب الحلو واللوز بعسل وما يشبه ذلك من الخبز الفطير المعمول في الدهن والبطيخ والقثاء وبزورهما أو شئ من أصولهما منقوعا في الماء مدقوقا مع حلاوة والشورباج الفجلي ومن شرب شرابا مسكرا للقئ ولا يتقيأ على قليله فليشرب كثيرا والفقاع إذا شرب بالعسل بعد الحمام قيأ وأسهل ومن أراد أن يتقيأ فلا يجب أن يستعمل في ذلك القرب
(٢٠١)