منها والخربق خاصة من الأقرباذين ومن الأدوية المفردة * (الفصل السابع عشر في الحقنة) * هي معالجة فاضلة في نفض الفضول عن الأمعاء وتسكين أوجاع الكلى والمثانة وأورامها ومن أمراض القولنج وفي جذب الفضول عن الأعضاء الرئيسية العالية الا ان الحادة منها تضعف الكبد وتورث الحمى والحقن يستعان بها في نفض البقايا التي تخلفها الاستفراغات وأما صورة الحقنة وكيفية الحقن فقد ذكرناها في باب القولنج ولعل أفضل أوضاع المحتقن أن يكون مستلقيا ثم يضطجع على جانب الوجع وأفضل أوقات الحقنة برد الهواء وهو الأبردان ليقل الكرب والاضطراب والغشى والحمام من شانه ان يثير الأخلاط ويقرقها والحقنة من شرطها ان تجذب الأخلاط المحتقنة فلهذا لا يحسن في الأكثر أن يقدم الحمام على الحقنة ومن كان به عقر في الأمعاء واحتاج بسبب حمى أن مرض آخر إلى الحقنة وخاف أن تحتبس فيجب أن يكمد مقعدته وسرته وما حولها بجاورس مسخن * (الفصل الثامن عشر في الأطلية) * ان الطلاء من المعالجات الواصلة إلى نفس المرض وربما كان للدواء قوتان لطيفة وكثيفة والحاجة إلى اللطيفة أكثر من الحاجة إلى الكثيفة فان كانت الكثافة منه معادلة للطافة فإذا استعمل ضماد انفذت لطيفته واحتبست الكثيفة فانتفع بالنافذ كما تفعل الكزبرة بالوسيق في تضميد الخنازير بها والأضمدة كالأطلية الا ان الأضمدة متماسكة والأطلية سيالة وكثيرا ما يكون استعمال الأطلية بالخرق وإذا كانت على أعضاء رئيسة كالكبد والقلب ولم يكن مانع نفعت الخرق المبخرة بالعود الخام وأعطت قوى الأطلية عطرية تستحبها الأعضاء الرئيسة * (الفصل التاسع عشر في النطولات) * ان النطولات علاجات جيدة لما يحتاج أن يحلل من الرأس وغيره من الأعضاء وما يحتاج أن يبدل مزاجه والأعضاء المحتاجة إلى التنطيل بالحار والبارد فان لم يكن هناك فضول منصبة استعمل أولا النطول مسخنا ثم يستعمل الماء البارد ليشتد وان كان الامر بالخلاف بدأ بالبارد * (الفصل العاشرون في الفصد) * الفصد هو استفراغ كلي يستفرغ الكثرة والكثرة هي تزايد الأخلاط على تساويها في العروق وانما ينبغي أن يفصد أحد نفسين المتهيئ لأمراض إذا كثر دمه وقع فيها والآخر الواقع فيها وكل واحد منهما اما ان يفصد لكثرة الدم واما ان يفصد لرداءة الدم واما ان يفصد لكليهما والمتهيئ لهذه الأمراض هو مثل المستعد لعرق النسا والنقرس الدموي وأوجاع المفاصل الدموية والذي يعتريه نفث الدم من صدع عرق في رئته رقيق الملتحم وكلما كثر دمه انصدع والمستعدون للصرع والسكتة والمالنخوليا مع فور دم للخوانيق ولأورام الأحشاء والرمد الحار والمنقطع عنهم دم بواسير كانت تسيل في العادة والمحتبس عنهن من النساء دم حيضهن وهذان لا تدل ألوانهما على وجوب الفصد لكمودتها وبياضا وخضرتها والذين بهم ضعف في الأعضاء الباطنة مع مزاج حار فان هؤلاء الأصوب لهم ان يفتصدوا في الربيع وان لم يكونوا قد وقعوا في هذه الأمراض والذين تصيبهم ضربة أو سقطة فقد يفصدون احتياطا لئلا يحدث
(٢٠٤)