الساق كالساعد مؤلف مر عظمين أحدهما أكبر وأطول وهو الإنسي ويسمى القصبة الكبرى والثاني أصغر وأقصر لا يلاقي الفخذ بل يقصر دونه الا أنه من أسفل ينتهى إلى حيث ينتهى إليه الأكبر ويسمى القصبة الصغرى وللساق أيضا تحدب إلى الوحشي ثم عند الطرف الأسفل تحدب آخر إلى الإنسي ليحسن به القوام ويعتدل والقصبة الكبرى وهي الساق بالحقيقة قد خلقت أصغر من الفخذ وذلك لأنه لما اجتمع لها موجبا الزيادة في الكبر وهو الثبات وحمل ما فوقه والزيادة في الصغر وهو الخفة للحركة وكان الموجب الثاني أولى بالغرض المقصود في الساق خلق أصغر والموجب الأول أولى بالغرض المقصود في الفخذ فخلق أعظم وأعطى الساق قدرا معتدلا حتى لو زيد عظما عرض من عسر الحركة كما يعرض لصاحب داء الفيل والدوالي ولو انتقص عرض من الضعف وعسر الحركة والعجز عن حمل ما فوقه كما يعرض لدقاق السوق في الخلقة ومع هذا كله فقد دعم وقوى بالقصبة الصغرى وللقصبة الصغرى منافع أخرى مثل ستر العصب والعروق بينهما ومشاركة القصبة الصغرى بالكبرى في مفصل القدم ليتأكد ويقوى مفصل الانبساط والانثناء * (الفصل التاسع والعشرون في ترشيح مفصل الركبة) * ويحدث مفصل الركبة بدخول الزائدتين اللتين على طرف الفخذ وقد وثقا برباط ملتف ورباط شاد في الغور ورباطين من الجانبين قويين وتهندم مقدمهما بالرصفة وهي عين الركبة وهو عظم إلى الاستدارة ما هو ومنفعته مقاومة ما يتوقى عند الجثو وجلسة التعلق من الانهتاك والانخلاع ودعم المفصل الممنو بنقل البدن بحركته وجعل موضعه إلى قدام لان أكثر ما يلحقه من عنف الانعطاف يكون إلى قدام إذ ليس له إلى خلف انعطاف عنيف وأما إلى الجانبين فانعطافه شئ يسير بل جعل انعطافه إلى قدام وهناك يلحقه العنف عند النهوض والجثو وما أشبه ذلك * (الفصل الثلاثون في تشريح القدم) * أما القدم فقد خلق آلة للثبات وجعل شكله مطاولا إلى قدام ليعين على الانتصاب بالاعتماد عليه وخلق له أخمص تلي الجانب الإنسي ليكون ميل القدم إلى الانتصاب وخصوصا لدى المشي هو إلى الجهة المضادة لجهة الرجل المشيلة ليقاوم ما يجب أن يشتد من الاعتماد على جهة استقلال الرجل المشيلة فيعتدل القوام وأيضا ليكون الوطئ على الأشياء النابتة متأتيا من غير ايلام شديد وليحسن اشتمال القدم على ما يشبه الدرج وحروف المصاعد وقد خلقت القدم مؤلفة من عظام كثيرة المنافع منها حسن الاستمساك والاشتمال على الموطوء عليه من الأرض إذا احتيج إليه فان القدم قد يمسك الموطوء كالكف يمسك المقبوض وإذا كان المستمسك يتهيأ أن يتحرك بأجزائه إلى هيئة بجود بها الاستمساك كان أحسن من أن يكون قطعة واحدة لا يتشكل بشكل بعد شكل ومنها المنفعة المشتركة لكل ما كثر عظامه وعظام القدم ستة وعشرون كعب به يكمل المفصل مع الساق وعقب به عمدة الثبات وزورقي به الأخمص وأربعة عظام للرسغ بها يتصل بالمشط وواحد منها عظم نردي كالمسدس موضوع إلى الجانب الوحشي وبه يحسن ثبات ذلك الجانب على الأرض وخمسة عظام للمشط وأما الكعب فان الانساني منه
(٣٨)