وهي التي تقصد لأنها رياضة فقط وتتحرى منها منافع الرياضة ولها فصول فان من هذه الرياضة ما هو قليل ومنها ما هو كثير ومن هذه الرياضة ما هو قوى شديد ومنها ما هو ضعيف ومنها ما هو سريع ومنها ما هو بطئ ومنها ما هو حثيث أي مركب من الشدة والسرعة ومنها ما هو متراخ وبين كل طرفين معتدل موجود وأما أنواع الرياضة فالمنازعة والمباطشة والملاكزة والاحضار وسرعة المشي والرمي عن القوس والزفن والقفز إلى شئ ليتعلق به والحجل على إحدى الرجلين والمثاقفة بالسيف والرمح وركوب الخيل والخفق باليدين وهو ان يقف الانسان على أطراف قدميه ويمد يديه قداما وخلفا ويحركهما بالسرعة وهي من الرياضة السريعة ومن أصناف الرياضة اللطيفة اللينة الترجح في الأراجيح والمهود قائما وقاعدا ومضطجعا وركوب الزواريق والسماريات وأقوى من ذلك ركوب الخيل والجمال والعماريات وركوب العجل ومن الرياضات القوية الميدانية وهو أن يشد الانسان عدوه في ميدان ما إلى غاية ثم ينكص راجعا مقهقرا فلا يزال ينقص المسافة كل كرة حتى يقف آخره على الوسط ومنها مجاهدة الظل والتصفيق بالكفين والطفر والزج واللعب بالكرة الكبيرة والصغيرة واللعب بالصولجان واللعب بالطبطاب والمصارعة وإشالة الحجر وركض الخيل واستقطافها والمباطشة أنواع فمن ذلك يشبك كل واحد من الرجلين يده على وسط صاحبه ويلزمه ويتكلف كل واحد منهما ان يتخلص من صاحبه وهو يمسكه وأيضا ان يلتوي بيديه على صاحبه يدخل اليمين إلى يمين صاحبه واليسار إلى يساره ووجهه إليه ثم يشيله ويقلبه ولا سيما وهي ينحنى تارة وينبسط أخرى ومن ذلك المدافعة بالصدرين ومن ذلك ملازمة كل واحد منهما عنق صاحبه يجذبه إلى أسفل ومن ذلك ملاواة الرجلين والشغزبية وفحج رجلي صاحبه برجلين وما يشبه هذا من الهيئات التي يستعملها المصارعون ومن الرياضات السريعة مبادلة رفيقين مكانيهما بالسرعة ومواترة طفرات إلى خلف يتخللها طفرات إلى قدام بنظام وغير نظام ومن ذلك رياضة المسلتين وهوان يقف انسان موقفا ثم يغرز عن جانبيه مسلتين في الأرض بينهما باع فيقبل عليهما ناقلا المتيامنة منهما إلى المغز الأيسر والمتياسرة إلى المغرز الأيمن ويتحرى أن يكون ذلك أعجل ما يمكن والرياضات الشديدة والسريعة تستعمل مخلوطة بفترات أو برياضات فاترة ويجب أن يتفنن في استعمال الرياضات المختلفة ولا يقام على واحدة ولكل عضو رياضة تخصه اما رياضة اليدين والرجلين فلا خفاء بها وأما الصدر وأعضاء التنفس فتارة يراض بالصوت الثقيل العظيم وتارة بالحاد ومخلوطا بينهما فيكون ذلك أيضا رياضة للفم واللهاة واللسان والعين أيضا ويحسن اللون وينقى الصدر ويراض بالنفخ مع حصر النفس فيكون ذلك رياضة ما للبدن كله ويوسع مجاريه واعظام الصوت زمانا طويلا جدا مخاطرة وإدامة شديدة تحوج إلى جذب هواء كثير وفيه خطر وتطويله محوج إلى اخراج هواء كثير وفيه خطر ويجب أن يبدأ بقراءة لينه ثم يرفع بها الصوت على تدريج ثم إذا شدد الصوت وأعظم وطول جعل زمان ذلك معتدلا فحينئذ ينفع نفعا بينا عظيما فان أطيل زمانه كان فيه خطر للمعتدلين الصحيحين ولكل انسان بحسبه رياضة وما كان من الرياضات اللينة مثل الترجيح فهو موافق لمن أضعفته الحميات وأعجزته عن الحركة والقود والناقهين ولمن أضعفه شرب الخربق ونحوه ولمن به مرض في الحجاب وإذا رفق به نوم
(١٥٩)