من أجناس سبعة جنس اللون وجنس القوام وجنس الصفاء والكدرة وجنس الرسوب وجنس المقدار في القلة والكثرة وجنس الرائحة وجنس الزبد ومن الناس من يدخل في هذه الأجناس جنس اللمس وجنس الطعم ونحن أسقطناهما تفرد أو تنفرا من ذلك ونعني بقولنا جنس اللون ما يحسه البصر فيه من الألوان أعني السواد والبياض وما بينهما ونعني بجنس القوام حاله في الغلظ والرقة ونعني بجنس الصفاء والكدورة حاله في سهولة نفوذ البصر فيه وعسرة والفرق بين هذا الجنس وجنس القوام أنه قد يكون غليظ القوام صافيا معا مثل بياض البيض ومثل غذاء السمك المذاب ومثل الزيت وقد يكون رقيق القوام كدرا كالماء الكدر فإنه أرق كثيرا من بياض البيض وسبب الكدورة مخالطة أجزاء غريبة اللون دكن أو ملونة بلون آخر غير محسوسة التمييز تمنع الاسفاف ولا تحس هي بانفرادها وتفارق الرسوب لان الرسوب قد يميزه الحس ولا يفارق اللون فان اللون فاش في جوهر الرطوبة وأشد مخالطة منه * (الفصل الثاني في دلائل ألوان البول) * من ألوان البول طبقات الصفرة كالتبني ثم الأترجي ثم الأشقر ثم الأصفر النارنجي ثم الناري الذي يشبه صبغ الزعفران وهو الأصفر المشبع ثم الزعفراني الذي يشبه شقرة وهذا هو الذي يقال له الأحمر الناصع وما بعد الأترجي فكله يدل على الحرارة ويختلف بحسب درجاتها وقد توجبها الحركات الشديدة والأوجاع والجوع وانقطاع مادة الماء المشروب وبعده الطبقات المذكورة طبقات الحمرة كالأصهب والوردي والأحمر القاني والأحمر الأقتم وكلها تدل على غلبة الدم وكلما ضربت إلى الزعفرانية فالأغلب هو المرة وكلما ضربت إلى القتمة فالدم أغلب والناري أدل على الحرارة من الأحمر والأقتم كما أن المرة في نفسها أسخن من الدم ويكون لون الماء في الأمراض الحادة المحرقة ضاربا إلى الزعفرانية والنارية فان كانت هناك رقة دل على حال من النضج وانه ابتدأ ولم يظهر في القوام فإذا اشتدت الصفرة إلى حد النارية والى النهاية فيها فالحرارة قد أمعنت في الازدياد وذلك هو الشقرة الناصعة فان ازدادت صفاء فالحرارة في النقصان وقد ينال في الأمراض الحادة الدموية بول كالدم نفسه من غير أن يكون هناك انفتاح عرق فيدل على امتلاء دموي مفرط وإذا بيل قليلا قليلا وكان مع نتن فهو دليل خطر يخشى منه انصباب الدم إلى المخانق وأرادؤه أرقه على لونه وحاله وهيئته وإذا بيل غريزا فربما كان دليل خير في الحميات الحادة والمختلطة لأنه كثيرا ما يكون دليل بحران وافراق الا ان يرق في الأول دفعة قبل وقت البحران فيكون حينئذ دليل نكس وكذلك إذا لم يتدرج إلى الرقة بعد البحران وأما في اليرقان فكلما كان البول أشد حمرة حتى يضرب إلى السواد ويصبغ الثوب صبغا غير منسلخ وكلما كان كثيرا فهو أسلم فإنه إذا كان البول فيه أبيض أو كان احمر قليل الحمرة واليرقان بحاله خيف الاستسقاء والجوع مما يكثر صبغ البول ويحده جدا ثم طبقات الخضرة مثل البول الذي يضرب إلى الفستقية ثم الزنجاري والاسمانجوني والبتلنجي ثم الكراثي واما الفستقي فإنه يدل على برد وكذلك ما فيه خضرة الا الزنجاري والكراثي فإنهما يدلان على احتراق شديد الكراثي أسلم من الزنجاري والزنجاري بعد التعب يدل على تشنج والصبيان يدل البول الأخضر منهم على تشنج واما الأسمانجوني فإنه يدل على البرد الشديد
(١٣٦)