وقد يعين في التيبيس جميع أسباب الحرارة إذا أفرطت ويعين في الترطيب جميع أسباب البرودة إذا أفرطت ولا يبلغ فيه شئ مبلغ الدعة والاستحمام الدائم الخفيف والأبزن وقد فرغنا من هذا فيما سلف وشرب الممزوج قوى في الترطيب واعلم أن الشيخ إذا احتاج إلى تبرد وترطيب فإنه لا يكفيه من ذلك ما يرده إلى الاعتدال بل ما يجاوز ذلك إلى مزاجه البارد الرطب الذي وقع له فإنه وان كان عرضيا فهو له كالطبيعي ويجب ان تعلم أنه كثيرا ما يحوج في تبديل مزاج ما إلى أن تستعمل ما يقوى ذلك المزاج مخلوطا بما يضاده مثل ما يحوج إلى استعمال الخل مع الأدوية المسخنة لعضو ما حتى تعوض قوتها ومثل ما يحوج إلى استعمال الزعفران في الأدوية المبردة للقلب ليوصلها إليه وكثيرا ما يكون الدواء قوى التأثير في تغيير المزاج الا انه يلطفه لا يلبث ريث ما يفعل فعله فيحتاج أن يخلط به شيئا يكثفه ويحبسه وان كان موجبا لضد فعله مثل ما يخلط بدهن البلسان الشمع وغيره ليحبسه على العضو مدة يفعل فيها فعله * (الفصل الثالث في أنه كيف ومتى يجب أن يستفرغ) * الأشياء التي تدل على صواب الحكم في لاستفراغ عشرة الامتلاء والقوة والمزاج والاعراض الملائمة مثل أن تكون الطبيعة التي تريد اسهالها لم يعرض لها اسهال فان الاسهال على الاسهال خطر والسحنة والسن والفصل وحال هواء البلد وعادة الاستفراغ والصناعة وهذه إذا كانت على ضد جهة دلالة تقتضي الاستفراغ منعت من الاستفراغ فالخلاء لا محالة يمنع من الاستفراغ وكذلك ضعف أي قوة كانت من الثلاث الا انا ربما آثرنا ضعف قوة ما على ضرر ترك الاستفراغ وذلك في القوى الحسية و الحركية إذا رجونا تدارك الامر الخطير ان وقع وذلك في جميع القوى والمزاج الحار اليابس منع منه والبارد الرطب لعدم الحرارة أو ضعفها يمنع منه أيضا وأما الحار الرطب فالترخيص فيه شديد وأما السحنة فان الافراط في القضافة والتخلخل يمنع منه خوفا من تحلل الروح والقوة ولذلك فان الواجب عليك في تدبير الضعيف النحيف الكثير المرار في الدم ان تداريه ولا تستفرغه وتغذيه بما يولد الدم الجيد المائل إلى البرد والرطوبة فربما أصلحت بذلك مزاج خلطه وربما قويته فيحتمل الاستفراغات وكذلك لا يجب أن يقدم على استفراغ القليل الاكل عادة وجدت عن استفراغه محيصا والسمن المفرط أيضا يمنع منه خوفا من استيلاء البرد وخوفا من أن يضغط اللحم العروق ويطبقها إذا استخلاها فيحنق الحراة أو يعصر الفضول إلى الأحشاء والاعراض الرديئة أيضا مثل الاستعداد للذرب والتشنج تمنع منه والسن القاصر عن تمام النشو والمجاوز إلى حد الذبول يمنع منه والوقت القائظ والبارد جدا يمنع منه والبلد الجنوبي الحار جدا مما يحرز ذلك فان كثر المسهلات حادة واجتماع حارين حادين غير محتمل ولأن القوى تكون ضعيفة مسترخية ولأن الحر الخارج يجذب المادة إلى خارج والدواء يجذبه إلى داخل فتقع مجاذبة تؤدى إلى تقاوم والشمالي البارد جدا يمنع منه وقلة عادة الاستفراغ تمنع منه والصناعة الكثيرة الاستفراغ كخدمة الحمام والحمالية تمنع منه وبالجلمة كل صناعة متعبة وينبغي أن تعلم أن الغرض في كل استفراغ أحد أمور خمسة استفراغ ما يجب استفراغه وتعقبه لا محالة راحة الا ان يتعقبه اعياء الأوعية أو ثوران الحرارة أو حمى يوم أو مرض آخر مما يلزم كسحج
(١٩٢)