الاختلاجات على رياح تتكون وتتحرك على الاقلال والتحلل وأما الاستدلال عليها من الأصوات فإما أن تكون الأصوات منها أنفسها كالقراقر ونحوها وكما يحس في الطحال إذا كان وجعه من ريح بغمز واما ان يكون الصوت يفعل فيها بالقرع كما يميز بين الاستسقاء الزقي والطبلي بالضرب وأما الاستدلال عليها من طريق المس فمثل ان المس يميز بين النفخة والسلعة بما يكون هناك من تمدد مع انغماز في غير رطوبة سيالة مترجرجة أو خلط لزج فان الحس اللمسي يميز بين ذلك والفرق بين النفخة والريح ليس في الجوهر بل في هيئة الحركة والركود والانزعاج * (الفصل العاشر في العلامات الدالة على الأورام) * أما الظاهرة فيدل عليها الحس والمشاهدة وأما الباطنة فالحار منها يدل عليه الحمى اللازمة والثقل ان كان لاحس للعضو الذي هو فيه أو الثقل مع الوجع الناخس ان كان للعضو الوارم حس ومما يدل أيضا أو يعين في الدلالة الآفة الداخلة في أفعال ذلك العضو ومما يؤكد الدلالة احساس الانتفاخ في ناحية ذلك العضوان كان للحمى إليه سبيل واما البارد فليس يتبعه لا محالة وجع وتعسر الإشارة إلى علاماته الكلية وان سهل أحوج إلى كلام ممل والأولى ان تؤخر الكلام فيه إلى الأقاويل الجزئية في عضو عضو والذي يقال ههنا انه إذا أحس بثقل ولم يحس بوجع وكان معه دلائل غلبة البلغم فليحدس أنه بلغمي وان كان معه دلائل غلبة السوداء فهو سوداوي وخصوصا إذا لمس وكان صلبا والصلابة من أفضل الدلائل عليها وإذا كانت الأورام الحارة الأعصاب كان الوجع شديد أو الحميات قوية وسارعت إلى الايقاع في التمدد وفى اختلاط العقل وأحدثت في حركات القبض والبسط آفة وجميع أورام الأحشاء يحدث رقة ونحو لا في المراق وإذا جمعت أورام الأحشاء واخذت في طريق الخراجية اشتد الوجع جدا والحمى وخشن اللسان خشونة شديدة واشتد السهر وعظمت الاعراض وعظم الثقل وربما أحس الصلابة والتركز وربما ظهر في البدن نحافة عاجلة وفي العينين غؤر مغافص فإذا تقيح الجمع سكنت ثورة الحمى والوجع والضربان وحصل يدل الوجع شئ كالحكة وان كانت حمرة وصلابة خفت الحمرة ولأن المغمز وسكنت الاعراض المؤلمة كلها وبلغ الثقل غايته فإذا انفجر عرض أولا ناقض للذع المدة ثم ظهرت حمى بسبب لذع المادة واستعرض النبض للاستفراغ واختلف واخذ طريق الضعف والصغر والابطاء والتفاوت وظهر في الشهوة سقوط وكثيرا ما تسخن له الأطراف واما المادة فتندفع بحسب جهتها اما في طريق النفث أو في طريق البول أو في طريق البراز والعلامة الجيدة بعد الانفجار تمام سكون الحمى وسهولة التنفس وانتعاش القوة وسرعة اندفاع المادة في جهتها وربما انتقلت المادة في الأورام الباطنة من عضو إلى عضو وذلك الانتقال قد يكون جيدا وقد يكون رديئا والجيد أن ينتقل من عضو شريف إلى عضو خسيس مثل ما ينتقل في أورام الدماغ إلى ما خلف الاذنين وفي أورام الكبد إلى الأربيتين والردئ أن ينتقل من عضو إلى عضو أشرف منه أو أقل صبرا على ما يعرض به مثل أن ينتقل من ذات الجنب إلى ناحية القلب أو إلى ذات الرئة ولانتقال الأورام الباطنة وميلان الخراجات الباطنة التي تحت وإلى فوق علامات فإنها إذا مالت
(١٢٢)