قوة مفتحة تنقص من فعلها فان خلط بالطين الأرمني أو بالاقاقيا قبض قبضا شديدا وقد يخلط للتنفيذ والبذرقة كالزعفران يخلط مع الورد والكافور والبسد لينفذها إلى القلب وقد يخلط لضد ذلك مثل بزر الفجل يخلط بالملطفات النافذة ليحبسها في الكبد مدة يتم فيها الفعل المقصود الذي إذا نفذ في الكبد بلطافتها استعجلت قبل تمام الفعل فبرز الفجل يحرك إلى القئ فيثبط ما يتحرك إلى العروق بالمضادة واما التي تبطل بالممازجة فمثل ان يكون دواءان يفعلان فعلا واحدا ولكن بقوتين متضادتين أو كالمتضادتين فإذا اجتمعا فان اتفق ان يكون أحدهما أسبق إلى الفعل فعل فعلا وان لم يسبق أحدهما الآخر تمانعا مثل البنفسج والهليلج فان البنفسج مسهل بالتليين والهليج مسهل بالعصر والتكثيف فإذا ورد على المادة فعلاهما معا تباطلا فان سبق الهليج ثم ورد عليه البنفسج لم يكن لأحدهما فعل وان سبق البنفسج فلين ثم ورد عليه الهليلج فعصر كان الفعل أقوى وأما الثالث فمثاله الصبر والكثيرا والمقل فان الصبر يسهل وينقى المعي الا انه يسحج ويفتح أفواه العروق والكثيرا مغر والمقل قابض فإذا صحبه الكثير أو المقل غرى الكثيرا ما جرده الصبر وقوى المقل أفواه العروق فكانت سلامة فهذه قوانين وأمثله نافعة في معرفة طبائع الأدوية واستعمالها * (المقالة السادسة في التقاط الأدوية وادخارها) * فنقول ان الأدوية بعضها معدنية وبعضها نباتية وبعضها حيوانية والمعدنية أفضلها ما كان من المعادن المعروفة بها مثل الفلقند القبرسى والزاج الكرماني ثم إن تكون نقية عن الخلط الغريب بل يجب أن يكون الملتقط هو الجوهر الصرف من بابه غير منكسر في لونه وطعمه الذي يخصه وأما النباتية فمنها أوراق ومنها بزور ومنها أصول وقضبان ومنها زهر ومنها ثمار ومنها جملة النبات كما هو والأوراق يجب أن تجتنى بعد تمام اخذها من الحجم الذي لها وبقائها على هيئتها قبل أن يتغير لونها وينكسر فضلا عن أن تسقط وتنتثر وأما البزور فيجب أن تلتقط بعد أن يستحكم جرمها وتنفش عليها الفجاجة والمائية وأما الأصول فيجب أن تؤخذ كما تريدان تسقط الأوراق وأما القضبان فيجب أن تجتنى وقد أدركت ولم تأخذ في الذبول والتشنج وأما الزهر فيجب أن يجتنى بعد التفتيح التام وقيل التذبل والسقوط وأما الثمار فيجب أن تجتنى بعد تمام ادراكها وقبل استعدادها للسقوط وأما المأخوذ بجملته فيجب أن يؤخذ على غضاضته عند ادراك بزره وكلما كانت الأصول أقل تشنجا والقضبان أقل تذبلا والبزور أسمن وأكثر امتلاء والفواكه أشد اكتنازا وأرزن فهو أجود العظم لا يغنى مع الذبول والانقصاف بل إن كان مع رزانة فهو فاضل جدا والمجتنى في صفاء الهواء أفضل من المجتنى في حال رطوبة الهواء وقرب العهد بالمطر والبرية كلها أقوى من البستانية وأصغر حجما في الأكثر والجبلية أقوى من البرية والتي مجانبها مراوج ومشرفات أقوى من غيرها والتي أصيب وقت جناها أقوى من التي أخطئ زمانه وكل هذا في الأغلب الأكثر وكلما كان لونه أشبع وطعمه أظهر ورائحته أذكى فهو أقوى في بابه والحشيش يضعف بعد سنين ثلاث الا ما يستثنى من أدوية معدودة مثل الخربقين فإنهما أطول مدة بقاء واما الصموغ فيجب أن تجتنى بعد الانعقاد قبل الجفاف العد للافراك وقوة أكثرها لا تبقى بعد ثلاث سنين
(٢٣٨)