الوجوه أخذ يتناكس ويتناكص حتى يفقد العظم والسرعة ويخلفهما أولا شدة التواتر ثم الصغر والدودية والنملية فان زاد أدى إلى التفاوت وإلى الهلاك بعد ذلك * (الفصل السابع عشر في نبض الأورام) * الأورام منها محدثة اللحمي وذلك لعظمها أو لشرف عضوها فهي تغير النبض في البدن كله أعني التغير الذي يخص الحمى وسنوضحه في موضعه ومنها ما لا يحدث الحمى فيغير النبض الخاص في العضو الذي هو فيه بالذات وربما غير معن سائر البدن بالعرض أي لا بما هو ورم بل بما يوجع والورم المغير للنبض اما ان يغيره بنوعه واما ان يغيره بوقته واما ان يغيره بمقداره واما ان يغيره للعضو الذي هو فيه واما ان يغيره بالعرض الذي يتبعه ويلزمه أما تغيره بنوعه فمثل الورم الحار فإنه يوجب بنوعه تغير النبض إلى المنشارية والارتعاد والارتعاش والسرعة والتواتر ان لم يعارضه سبب مرطب فتبطل المنشارية ويخلفها اذن الموجبة وأما الارتعاد والسرعة والتواتر فلازم له دائما وكما أن من الأسباب ما يمنع منشاريته كذلك منها ما يزيد منشاريته ويظهرها والورم اللين يجعل النبض موجبا وان كان باردا جدا جعله بطيئا متفاوتا والصلب يزيد في منشاريته وأما الخراج إذا جمع فإنه يصرف النبض من المنشارية إلى الموجية للترطيب والتليين الذي يتبعه ويزد في الاختلاف لثقله واما السرعة والتواتر فكثيرا ما تخف بسكون الحرارة العرضية بسبب النضج واما تغيره بحسب أوقاته فإنه ما دام الورم الحار في التزيد كانت المنشارية وسائر ما ذكرنا إلى التزيد ويزداد دائما في الصلابة للتمدد الزائد وفي الارتعاد للوجع وإذا قارب المنتهى ازدادت الاعراض كلها الا ما يتبع القوة فإنه يضعف في النبض فيزداد التواتر والسرعة فيه ثم إن طال بطلت السرعة وعاد نمليا فإذا انحط فتحلل أو انفجر قوى النبض بما وضع عن القوة من الثقل وخف ارتعاده بما ينقص من الوجع المدد واما من جهة مقداره فان العظيم يوجب أن تكون هذه الأحوال أعظم وأزيد والصغير يوجب أن يكون أقل وأصغر واما من جهة عضوه فان الأعضاء العصبانية توجب زيادة في صلابة النبض ومنشاريته والعرقية توجب زيادة عظم وشدة اختلاف لا سيما ان كان الغالب فيها هو الشريانات كما في الطحال والرئة ولا يثبت هذا العظم الا ما يثبت القوة والأعضاء الرطبة اللينة تجعله موجبا كالدماغ والرئة وأما تغيير الورم النبض بواسطة فمثل ان ورم الرئة يجعل النبض خناقيا وورم الكبد ذبوليا وورم الكلية حصريا وورم العضو القوى الحس كفم المعدة والحجاب يشنج تشنجا غشييا * (الفصل الثامن عشر في أحكام نبض العوارض النفسانية) * اما الغضب فإنه بما يثير من القوة ويبسط من الروح دفعة يجعل النبض عظيما شاهقا جدا سريعا متواترا ولا يجب أن يقع فيه اختلاف الان الانفعال متشابه الا أن يخالطه خوف فتارة يغلب ذلك وتارة هذا وكذلك ان خالطه خجل أو منازعة من العقل وتكلف الامساك عن تهييجه وتحريكه إلى الايقاع بالمغضوب عليه وأما اللذة فلأنها تحرك إلى خارج برفق فليس تبلغ مبلغ الغضب في ايجابه السرعة ولا في ايجابه التواتر بل ربما كفى عظمه الحاجة فكان بطيئا متفاوتا وكذلك نبض السرور فإنه قد يعظم في الأكثر مع لين ويكون إلى ابطاء وتفاوت وأما
(١٣٤)