ينتقل في المياه المختلفة أن يستصحب من ماء بلده فيمزج به الماء الذي يليه ويأخذ من ماء كل منزل للمنزل الذي يليه فيمزجه بمائه وكذلك يفعل حتى يبلغ مقصده وكذلك ان استصحب طين بلده وخلطه بكل ما يطرأ عليه وخضخضه فيه ثم تركه حتى يصفو ويجب أن يشرب الماء من وراء فدام لئلا يجرع العلق بالغلط ولا يزدرد البشم من الأخلاط الرديئة واستصحاب الربوب الحامضة لتمزج بكل ماء من المختلفة تدبير جيد * (الفصل الثامن في تدبير راكب البحر) * قد يعرض لراكب البحر أن يدور ويدار به وأن يهيج به الغثيان والقئ وذلك في أوائل الأيام ثم يهدأ فيسكن ويجب أن يلح على غثيانه وقيئه بالحبس بل يترك حتى يقئ فان أفرط فيه حبس حينئذ وأما الاستعداد لئلا يعرض له القئ فليس به بأس وذلك بأن يتناول من الفواكه مثل السفرجل والتفاح والرمان وإذا شرب بزر الكرفس منع الغثيان أن يهيج به وسكنه إذا هاج والأفستين أيضا كذلك ومما يمنعه أن يغتذي بالحموضات المقوية لفم المعدة المانعة من ارتفاع البخار إلى الرأس وذلك كالعدس بالخل وبالحصرم وقليل فودنج أو حاشا أو الخبز المبرد في شراب ريحاني أو ماء بارد وقد يقع فيه حاشا ويجب أن يمسح داخل الانف بالاسفيداج * (الفن الرابع في تصنيف وجوه المعالجات يحسب الأمراض الكلية ويشتمل على اثنين وثلاثين فصلا) * * (الفصل الأول كلام كلي في العلاج) * نقول ان أمر العلاج يتم من أشياء ثلاثة أحدها التدبير والتغذية والآخر استعمال الأدوية والثالث استعمال أعمال اليد ونعني بالتدبير التصرف في الأسباب الضرورية المعدودة التي هي جارية في العادة والغذاء من جملتها وأحكام التدبير من جهة كيفيتها مناسبة لاحكام الأدوية لكن للغذاء من جملتها أحكام تخصه في باب الكمية لان الغذاء قد يمنع وقد يقلل وقد يعدل وقد يزاد فيه وانما يمنع الغذاء عند إرادة الطبيب شغل الطبيعة بنضج الأخلاط وانما يقلل إذا كان مع ذلك له غرض حفظ القوة فيما يغذو ويراعى جنبة القوة وبما ينقص يراعى جنبة المادة لئلا تشتغل عنها الطبيعة بهضم الغذاء الكثير ويراعى دائما أهمهما وهو القوة ان كانت ضعيفة جدا والمرض ان كان قويا جدا والغذاء يقلل من جهتين إحداهما من جهة الكمية والأخرى من جهة الكيفية ولك أن تجعل اجتماع الجهتين قسما ثالثا والفرق بين جهتي الكمية والكيفية انه قد يكون غذاء كثير الكمية قليل التغذية مثل البقول والفواكه فان المستكثر منهما مستكثر من كمية الغذاء دون كيفيته وقد يكون غذاء قليل الكمية كثير التغذية مثل البيض ومثل خصى الديوك ونحن ربما احتجنا إلى أن نقلل الكيفية ونكثر الكمية وذلك إذا كانت الشهوة غالبة وكان في العروق أخلاط نيئة فأردنا أن نسكن الشهوة بملء المعدة وان نمنع العروق مادة كثيرة لينضج أولا ما فيها ولأغراض أخرى غير ذلك وربما احتجنا أن نكثر الكيفية ونقلل الكمية وذلك إذا أردنا أن نقوى القوة وكانت الطبيعة الموكلة بالعدة تضعف عن أن تزاول هضم شئ كثير وأكثر ما يتكلف تقليل الغذاء ومنعه إذا كنا نعالج الأمراض الحادة وأما في الأمراض المزمنة فانا قد نقلل أيضا ولكن تقليلا أقل من
(١٨٧)