ذراعيه بركبتيه وتعممه أو تقلنسه بقلنسوة مهندمة على رأسه وتنومه في بيت معتدل الهواء ليس ببارد ولا حار ويجب ان يكون البيت إلى الظل والظلمة ما هو لا يسطع فيه شعاع غالب ويجب ان يكون رأسه في مرقده أعلى من سائر جسده ويحذر ان يلوي مرقده شيئا من عنقه وأطرافه وصلبه ويجب ان يكون احمامه بالماء المعتدل صيفا وبالمائل إلى الحرارة الغير اللاذعة شتاء وأصلح وقت يغسل ويستحم به هو بعد نومه الأطول وقد يجوز ان يغسل في اليوم مرتين أو ثلاثة وان ينقل بالتدريج إلى ما هو أضرب إلى الفتور ان كان الوقت صيفا وأما في الشتاء فلا يفارقن به الماء المعتدل الحرارة وانما يحمم مقدار ما يسخن بدنه ويحم ثم يخرج ويصان سماخه عن سبوق الماء إليه ويجب ان يكون أخذه وقت الغسل على هذه الصفة وهو ان يؤخذ باليد اليمنى على الذراع الأيسر معتمدا على صدره دون بطنه ويجتهد في وقت الغسل أن تمس راحتاه ظهره وقدمه رأسه بلطف وبرفق ثم تنشفه بخرقة ناعمة وتمسحه بالرفق وتضجعه أولا على بطنه ثم على ظهره ولا يزال مع ذلك يمسح ويغمز ويشكل ثم يرد فيعصب في خرقة ويقطر في أنفه الزيت العذب فإنه يغسل عينيه وطبقاتهما * (الفصل الثاني في تدبير الارضاع والنقل) * أما كيفية ارضاعه وتغذيته فيجب أن يرضع ما أمكن بلبن أمه فإنه أشبه الأغذية بجوهر ما سلف من غذائه وهو في الرحم أعني طمث أمه فإنه بعينه هو المستحيل البنا وهو اقبل لذلك وآلف له حتى أنه قد صح بالتجربة ان القامة حلمة أمه عظيم النفع جدا في دفع ما يؤذيه ويجب ان يكتفى بارضاعه في اليوم مرتين أو ثلاثا ولا يبدأ في أول الامر في ارضاعه بارضاع كثير على أنه يستحب ان تكون من ترضعه في أول الامر غير أمه حتى يعتدل مزاج أمه والأجود ان يلعق عسلا ثم يرضع ويجب ان يحلب من اللبن الذي يرضع منه الصبي في النهار حلبتان أو ثلاثة ثم يلقم الحملة وخصوصا إذا كان باللبن عيب والأولى باللبن الردئ والحريف ان لا ترضعها المرضعة وهي على الريق ومع ذلك فإنه من الواجب ان يلزم الطفل شيئين نافعين أيضا لتقوية مزاجه أحدهما التحريك اللطيف والآخر الموسيقى والتلحين الذي جرت به العادة لتنويم الأطفال وبمقدار قبوله لذلك يوقف على تهيئة للرياضة والموسيقى أحدهما ببدنه والآخر بنفسه فان منع عن ارضاعه لبن والدته مانع من ضعف وفساد لبنها أو ميله إلى الرقة فينبغي ان يختار له مرضعة على الشرائط التي نصفها بعض في سنها وبعضها في سحنتها وبعضها في أخلاقها وبعضها في هيئة ثديها وبعضها في كيفية لبنها وبعضها في مقدار مدة ما بينها وبين وضعها وبعضها من جنس مولودها وإذا أصبت شرائطها فيجب ان يجاد غذاؤها فيجعل من الحنطة والخندريس ولحوم الخرفان والجداء والسمك الذي ليس بعفن اللحم ولا صلبه والخس غذاء محمود واللوز أيضا والبندق وشر البقول لها الجرجير والخردل والباذروج فإنه يفسد اللبن وفي النعناع قوة من ذلك واما شرائط المرضع فسنذكرها ونبدأ بشريطة سنها فنقول ان الأحسن ان يكون ما بين خمس وعشرين سنة إلى خمس وثلاثين سنة فان هذا هو سن الشباب وسن الصحة والكمال ولما في شريطة سحنتها وتركيبها فيجب ان تكون حسنة اللون قوية العنق والصدر واسعته عضلانية صلبة اللحم متوسطة في السمن والهزال لحمانية لا شحمانية واما في
(١٥١)