بالطبع فيصيب ساقيه وصلبه آفة والواجب في أول ما يقعد ويزحف على الأرض أن يجعل مقعده على نطع أملس لئلا تخدشه خشونة الأرض وينحى عن وجهه الخشب والسكاكين وما أشبه ذلك مما ينخس أو يقطع ويحمى عن التزلق من مكان عال وإذا جعلت الأنياب تفطر منعوا كل صلب الممضغ لئلا تتحلل المادة التي منها تتخلق الأنياب بالمضغ الذي يولع به وحينئذ تمرخ عمورهم بدماغ الأرنب وشحم الدجاج فان ذلك يسهل فطورها فإذا انغلق عنها العمور مرخت رؤوسهم وأعناقهم حينئذ بالزيت المعسول مضروبا بماء حار وقطر من الزيت في آذانهم فإذا صارت بحيث يمكنه أن يعض بها فإنه يغرى بأصابعه وعضها فيجب أن يعطى قطعة من أصل السوس الذي لم يجف بعد كثيرا أوربه فان ذلك ينفع في ذلك الوقت وينفع من القروح والأوجاع في اللثة وكذلك يجب أن يدلك فمه بملح وعسل لئلا تصيبه هذه الأوجاع ثم إذا استحكم نباتها أيضا أعطوا شيئا من رب السوس أو من أصله الذي ليس بشديد الجفاف يمسكونه في الفم ويوافقهم تمريخ أعناقهم في وقت نبات الأنياب بزيت عذب أو دهن عذب وإذا أخذوا ينطقون تعهدوا بإدامة ذلك أصول أسنانهم * (الفصل الثالث في الأمراض التي تعرض للصبيان وعلاجاتها) * الغرض المقدم في معالجة الصبيان هو تدبير المرضع حتى أن حدس أن بها امتلاء من دم فصدت أو حجمت أو امتلاء من خلط استفرغ منها الخط أو احتيج إلى حبس الطبيعة أو اطلاقها أو منع بخار من الرأس أو اصلاح لأعضاء التنفس أو تبديل السوء مزاج عولجت بالمتناولات الموافقة لذلك وإذا عولجت باسهال أو وقع طبعا بافراط أو عولجت بقئ أو وقع طبعا وقوعا قويا فالأولى أن يرضع ذلك اليوم غيرها فلنذكر أمراضا جزئية تعرض للصبيان فمن ذلك أورام تعرض لهم في اللثة عند نبات الأسنان وأورام تعرض لهم عند أوتار في ناحية اللحيين وتشنج فيها وإذا عرض ذلك فيجب أن يغمز عليها الإصبع بالرفق وتمرخ بالدهنيات المذكورة في باب نبات الأسنان وزعم بعضهم أنه يمضمض بالعسل مضروبا بدهن البابونج أو العسل مع علك الأنباط ويستعمل على الرأس نطول بماء قد طبخ فيه البانونج والشبث ومما يعرض للصبيان استطلاق البطن وخصوصا عند نبات الأسنان زعم بعضهم انه يعرض لأنه يمص فضلا مالحا قيحيا من لثته مع اللبن ويجوز أن لا يكون لذلك بل لاشغال الطبيعة بتخليق عضو عن إجادة الهضم ولعروض الوجع وهو مما يمنع الهضم في الأبدان الضعيفة والقليل منه لا يجب أن يشتغل به فان خيف من ذلك افراط تدورك بتكميد بطنه ببزر الورد أو بزر الكرفس أو الأنيسون أو الكمون أو يضمد بطنه بكمون وورد مبلولين بخل أو بجاورس مطبوخ مع قليل خل وان لم ينجمع سقوا من أنفحة الجدي دانقا بماء بارد ويحذر حينئذ من تجبن اللبن في معدته بأن يغذى ذلك اليوم ما ينوب عن اللبن مثل النيمرشت من صفرة البيض ولباب الخبز مطبوخا في ماء أو سويق مطبوخا في ماء * وقد يعرض لهم اعتقال الطبيعة فيشيفون بزبل الفأر أو شيافة من عسل معقود وحده أو مع فودنج أو أصل السوسن الأسمانجوني كما هو أو محرقا أو يطعم قليل عسل أو مقدار حمصة من علك البطم ويمرخ بطنه بالزيت تمريخا لطيفا أو نلطخ سرته بمرارة البقر وبخور مريم وربما عرض بلثته لذع فيكمد بدهن وشمع واللحم المالح العفن ينفعه وربما عرض
(١٥٤)