أشد تكعيبا من كعوب سائر الحيوان وكانه أشرف عظام القدم النافعة في الحركة كما أن العقب أشرف عظام الرجل النافعة في الثبات والكعب موضوع بين العارفين الناتئين من القصبتين يحتويان عليه من جوانيه أعني من أعلاه و؟؟ وجانبيه الوحشي والإنسي ويدخل طرفاه في العقب في نقرتين دخول ركز والكعب واسطة بين الساق والعقب به يحسن اتصالهما ويتوثق المفصل بينهما ويؤمن عليه الاضطراب وهو موضوع في الوسط بالحقيقة وان كان قد يظن بسبب الأخمص انه منحرف إلى الوحشي والكعب يرتبط به العظم الزورقي من قدام ارتباط مفصليا وهذا الزورقي متصل بالعقب من خلف ومن قدام بثلاثة من عظام الرسغ ومن الجانب الوحشي بالعظم النزدي الذي ان شئت اعتددت به عظما مفردا وان شئت جعلته رابع عظام الرسغ وأما العقب فهو موضوع تحت الكعب صلب مستدير إلى خلف ليقاوم المصاكات والآفات مملس الأسفل ليحسن استواء الوطئ وانطباق القدم على المستقر عند القيام وخلق مقداره إلى العظم ليستقل بحمل البدن وخلق مثلثا إلى الاستطالة يدق يسيرا يسيرا حتى ينتهى فيضمحل عند الأخمص إلى الوحشي ليكون تقعير الأخمص متدرجا من خلف إلى متوسطه واما الرسغ فيخالف رسغ الكف بأنه صف واحد وذاك صفان ولأن عظامه أقل عددا بكثير والمنفعة في ذلك أن الحاجة في الكف إلى الحركة والاشتمال أكثر منها في القدم إذ أكثر المنفعة في القدم هي الثبات ولأن كثرة الاجزاء والمفاصل تضر في الاستمساك والاشتمال على المقوم عليه بما يحصل لها من الاسترخاء والانفراج المفرط كما ن عدم الخلخلة أصلا يضر في ذلك بما يفوت به من الانبساط المعتدل الملايم فقد علم أن الاستمساك بما هو أكثر عددا وأصغر مقدارا أوفق والاستقلال بما هو أقل عددا وأعظم مقدارا أوفق وأما مشط القدم فقد خلق من عظام خمسة ليتصل بكل واحد منها واحد من الأصابع إذ كانت خمسة منضدة في صف واحد إذا كانت الحاجة فيها إلى الوثاقة أشد منها إلى القبض والاشتمال المقصودين في أصابع الكف وكل أصبع سوى الابهام فهو من ثلاث سلاميات وأما الابهام فمن سلاميتين فقد قلنا اذن في العظام ما فيه كفاية فجميع هذه العظام إذا عدت تكون مائتين وثمانية وأربعين سوى السمسمانيات والعظم الشبيه باللام في كتابة اليونانيين * (الجملة الثانية في العضل وهي ثلاثون فصلا) * * (الفصل الأول كلام كلي في العصب والعضل والوتر والرباط) * فنقول لما كانت الحركة الإرادية انما تتم للأعضاء بقوة تفيض إليها من الدماغ بواسطة العصب وكانت العصب لا يحسن اتصالها بالعظام التي هي بالحقيقة أصول للأعضاء المتحركة في الحركة بالقصد الأول إذ كانت العظام صلبة والعصبة لطيفة تلطف الخالق تعالى فأنبت من العظام شيئا شبيها بالعصب يسمى عقبا ورباطا فجمعه مع العصب وشبكه به كشئ واحد ولما كان الجرم الملتئم من العصب والرباط على كل حال دقيقا إذ كان العصب لا يبلغ زيادة حجمه واصلا إلى الأعضاء على حجمه وغلظه في منبته مبلغا يعتد به وكان حجمه عند منبته بحيث يحتمله جوهر الدماغ والنخاع وحجم الرأس ومخارج العصب فلو أسند إلى العصب تحريك الأعضاء وهو على حجمه المتمكن وخصوصا عندما يتوزع وينقسم ويتشعب في الأعضاء وتصير حصة العظم
(٣٩)