الصيف فلا يتناول فيه الا لطيفا والخريف هو وقت يستقبله الشتاء فيحتمل الدواء القوى ولا يجب أن تعود الطبيعة شرب الدواء كلما احتاجت إلى تليين فيصير ذلك ديدنا فيوقع صاحبه في شغل وخيم العاقبة وكل من كان يابس المزاج ينهكه الدواء القوى والدواء الضعيف يجب أن يقلل عليه الحركة لئلا تتحلل قوته ومن الأدوية الضعيفة المباركة بنفسج وسكر ومن احتاج إلى مسهل في الشتاء فليرصد ريح الجنوب وفي الصيف قال بعضهم بالعكس وله تفصيل والمريض إذا احتاج إلى مسهل ضعيف فلم يعمل فلا يجوز التحريك بل يترك وكثيرا ما يهيج المرض الاسهال فتحدث عنه الحمى وربما كفاه الفصد * (الفصل السادس في افراط المسهل ووقت قطعه) * اعلم أن من العلامات التي يعرف بها وقت وجوب قطع الاسهال العطش وإذا دام الاسهال ولم يحدث عطش فلا يجب أن يخاف أن افراطا وقع لكن العطش قد يعرض أيضا لا لكثرة الاسهال وافراطه بل بسبب حال المعدة فإنها إذا كانت حارة أو يابسة أو كلاهما عطشت بسرعة وبسبب حال الدواء إذا كان حادا لذاعا وبسبب المادة في نفسها إذا كانت حارة كالصفراء وفى مثل هذه الأسباب لا يبعد أن يجئ العطش مستعجلا كما إذا اتفق اضداد هذه الأسباب لا يبعد أن يجئ العطش متأخرا وعلى كل حال فإذا رأيت العطش قد أفرط ورأيت الاسهال ليس بالقليل فاحبس وخصوصا إذا لم تكن أسباب سرعة العطش وبداره موجودة وفي مثله لا يجوز أن يؤخر إلى ظهور العطش وربما كان خروج ما يخرج دليلا على وقت القطع فان المستسهل للصفراء إذا رأى الاسهال قد انتهى إلى البلغم فاعلم أنه قد أفرط فكيف إذا انتهى إلى اسهال السوداء وأما الدم فهو أعظم خطرا وأجل خطبا ومن أعقبه الدواء مغصا فليتأمل ما قيل في الكتب الجزئية في باب المغص * (الفصل السابع في تلافي حال من أفرط عليه الاسهال) * الاسهال يفرط اما لضعف العروق أو لسعة أفواهها أو للذع المسهل لفوهاتها ولاكتساب البدن سوء مزاج منه ومما يجرى مجراه فإذا أفرط الاسهال فاربط الأطراف من فوق ومن أسفل باديا من الإبط والأربية نازلا منهما واسقه من الترياق قليلا أو من القولونيا وعرقه ان أمكنك بالحمام أو ببخار ماء حار تحت ثيابه ويخرج رأسه منها وإذا كثر عرقهم جدا سقوا القوابض ودلكوا واستعملوا اللخالخ الطيبة من مياه الرياحين والصندل والكافور وعصارات الفواكه ويجب أن يدلك أعضاءه الخارجة ويسخنها ولو بالمحاجم بالنار توضع تحت أضلاعه وبين الكتفين فان احتجت ان تضع على معدته وعلى أحشائه أضمدة من السويق والمياه القابضة فعلت وكذلك من الادهان دهن السفرجل ودهن المصطكى ويجب أن يجتنبوا الهواء البارد فإنه يعصرهم فيسهل والحار أيضا فإنه يرخى قوتهم ويجب أن يقووا بالمشمومات الطيبة ويجرعوا القوابض والكعك في الشراب الريحاني ويجب أن يكون ذلك حارا وقد قدم عليه خبزا بماء الرمان وكذلك الأسوقة وقشور الخشخاش مسحوقة ومما جرب أن يؤخذ حب الرشاد وزن ثلاثة دراهم ويقلى ثم يطبخ في الدوغ حتى يعقد ويسقى فإنه غاية ويجب أن يكون غذاؤه قابضا مبردا بالثلج مثل ماء الحصرم ونحوه ومما يعين على حبس اسهالهم تهييج
(١٩٩)