الأسود ويجفف ويتناول حبة بعد حبة وأيضا يؤخذ بزر الكرنب النبطي والكمون واللوز المر المقشر والفوتنج والأفسنتين والملح النفطي والنانخواه والسذاب اليابس ويشرب منه من لا يخاف مضرة من حرارته وزن درهمين بماء بارد على الريق ومما يصحي السكران ان يسقى الماء والخل ثلاث مرات متواترة أو ماء المصل والرائب الحامض ويتشمم الكافور والصندل أو يجعل على رأسه المبردات الرادعة مثل دهن ورد بخل خمر وأما علاج الخمار فنذكره في الجزئيات ومن أراد ان يسكر بسرعة من غير مضرة نفع في الشراب الأشنة أو العود الهندي ومن احتاج إلى سكر شديد لعلاج عضو علاجا مؤلما جعل في شرابه ماء التعليم أو يأخذ من الشاهترج والأفيون والبنج أجزاء سواء نصف درهم نصف درهم ومن جوز بواو السك والعود الخام قيراطا قيراطا ويسقى منه في الشراب قدر الحاجة أو يطبخ البنج الأسود وقشور البيروح في الماء حتى يحمر ويمزج به الشراب * (الفصل التاسع في النوم واليقظة) * أما الكلام في سبب النوم الطبيعي والسبات وضدهما من اليقظة والأرق وما يجب ان يفعل في جلب كل واحد منها ودفعه إذا كان مؤذيا وما يدل عليه كل واحد منها وغير ذلك فقد قيل منه شئ في موضعه وسيقال في الطب الجزئي وأما الذي يقال في هذا الموضع فهو ان النوم المعتدل ممكن للقوة الطبيعية من أفعالها مريح للقوة النفسانية مكثر من جوهره حتى أنه ربما عاد بارخائه مانعا من تحلل الروح أي روح كانت ولذلك يهضم الطعام الهضوم المذكورة ويتدارك به الضعف الكائن عن أصناف التحلل ما كان من اعياء وما كان من مثل الجماع والغضب ونحو ذلك والنوم المعتدل إذا صادف اعتدال الأخلاط في الكم والكيف فهو مرطب مسخن وهو أنفع شئ للمشايخ فإنه يحفظ عليهم الرطوبة ويعيدها ولذلك ذكر جالينوس انه يتناول كل ليلة بقيلة خس مطيب فاما الخس فلينومه وأما التطييب فليتدارك به تبريده قال فانى الآن على النوم حريص أي انى اليوم شيخ ينفعني ترطيب النوم وهذا نعم التدبير لمن يعصاه النوم وان قدم عليه حماما بعد استكمال هضم الغذاء المتناول واستكثارا من صب الماء الحار على الرأس فإنه نعم المعين وأما التدبير الذي هو أقوى من ذلك فنذكره في المعالجات فيجب على الأصحاء ان يراعوا أمر النوم وليكونوا منه على اعتدال وفي وقته ولا يفرطوا فيه وليتقوا ضرر السهر بأدمغتهم وبقواهم كلها وكثيرا ما يكلف الانسان السهر ويطرد عنه النوم خوفا من الغشي وسقوط القوة وأفضل النوم الغرق وما كان بعد انحدار الطعام من البطن الاعلى وسكون ما عسى يتبعه من النفخ والقراقر فان النوم على ذلك ضار من وجوه كثيرة بل ولا يطيب ولا يتصل ولا يفارق التململ والتقلب وهو ضار وهو مع ضرره مؤذ لصاحبه فلذلك يجب ان يتمشى يسيرا ان أبطا الانحدار ثم ينام والنوم على الخوى ردئ مسقط للقوة وعلى الامتلاء قبل الانحدار من البطن الاعلى ردئ لأنه لا يكون غرقا بل يكون مع تململ كما تشتغل فيه الطبيعية بما تشتغر به في حال النوم من الهضم عارضها استيقاظ مزعج محير فنتبلد معه الطبيعة فيفسد الهضم ونوم النهار ردئ يورث الأمراض الرطوبية والنوازل ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخي العصب ويكسل ويضعف الشهوة ويورث الأورام والحميات
(١٧١)