أخلاقها فان تكون حسنة الأخلاق محمودتها بطيئة عن الانفعالات النفسانية الرديئة من الغضب والغم والجبن وغير ذلك فان جميع ذلك يفسد المزاج وربما اعدى بالرضاع ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن استظئار المجنونة على أن سوء خلقها أيضا مما يسلك بها سوء العناية بتعهد الصبي واقلال مداراته واما في هيئة ثديها فان يكون ثديها مكتزا عظيما وليس مع عظمه بمسترخ ولا ينبغي أيضا ان يكون فاحش العظم ويجب ان يكون معتدلا في الصلابة واللين واما في كيفية لبنها فان يكون قوامه معتدلا ومقداره معتدلا ولونه إلى البياض لا كمد ولا أخضر ولا أصفر ولا أحمر ورائحته طيبة لا ونة فيها ولا عفونة وطعمه إلى الحلاوة لا مرارة فيه ولا ملوحة ولا حموضة وإلى الكثرة ما هو واجزاؤه متشابهة فحينئذ لا يكون رقيقا سيالا ولا غليظا جدا جبنيا ولا مختلف الاجزاء ولا كثير الرغوة وقد يجرب قوامه بالتقطير على الظفر فان سال فهو رقيق وان وقف عن الإسالة من الظفر فهو ثخين ويجرب أيضا في زجاجة بان يلقى عليه شئ من المر ويحرك بالإصبع فيعرف مقدار جبنيته ومائيته فان اللبن المحمود هو المتعادل الجبنية والمائية فان اضطر إلى من لبنها ليس بهذه الصفة دبر فيه من وجه السقى ومن علاج المرضعة اما من وجه السقى فما كان من الألبان غليظا كريه الرائحة فالأصوب ان يسقى بعد حلب ويعرض للهوا وما كان شديد الحرارة فالأصوب ان ان لا يسقى على الريق البتة واما علاج المرضع فإنها ان كانت غليظة اللبن سقيت من السكنجبين البزوري المطبوخ بالملطفات مثل الفودنج والزوفا والحاشا والصعتر الجبلي تطعمه والطرنج ونحوه ويجعل في طعامها شئ من الفجل يسير وتؤمر ان تتقيأ بسكنجبين حار وان تتعاطى رياضة معتدلة وان كان مزاجها حار أسقيت السكنجبين مع الشراب الرقيق مجموعين ومفردين وان كان لبنها إلى الرقة رفهت ومنعت الرياضة وغذيت بما يولد دما غليظا وربما سقوها ان لم يكن هناك مانع شرابا حلوا أو عقيد العنب وتؤمر بزيادة النوم فان كان لبنها قليلا تؤمل السبب فيه هل هو سوء مزاج حار في بدنها كله أو في ثديها ويتعرف ذلك من العلامات المذكورة في الأبواب الماضية ويلمس الثدي فان دل الدليل على أن بها حرارة غذيت بمثل كشك الشعير والاسفاناخ وما أشبهه وان دل الدليل على أن بها برد مزاج أو سددا وضعف من القوة الجاذزبة يد في غذائها اللطيف المائل إلى الحرارة وعلق عليها المحاجم تحت الثديين بلا تعنيف وينفع من ذلك بزر الجزر وللجزر نفسه منفعة شديدة وان كان السبب فيه استقلالها من الغذاء غذيت بالأحساء المتخذة من الشعير والنخالة والحبوب ويجب ان يجعل في احسائها وأغذيتها أصل الرازبانج وبزره والشبث والشونيز وقد قيل إن اكل ضروع الضأن والمعز بما فيه من اللبن نافع جدا لهذا الشأن لما فيه من المشاكلة أو لخاصية فيه وقد جرب ان يؤخذ وزن درهم من الأرضة أو من الخراطين المجففة في ماء الشعير أياما متوالية ووجد ذلك غاية وكذلك سلاقة رؤس السمك المالح في ماء الشبث ومما يغزر اللبن ان تؤخذ أوقية من سمن البقر فيصب فيه شئ من شراب صرف ويشرب أو يؤخذ طحين السمسم ويخلط بالشراب ويصفى ويسقى ويضمد الثديان بثفل الناردين مع زيت ولبن أتان أو تؤخذ أوقية من جوف الباذنجان المسلوق ويمرس بالشراب مرسا ويسقى وتغلى النخالة والفجل في الشراب ويسقى أو يؤخذ بزر الشبث ثلاث أواق وبزر الحندقوقي وبزر الكراث
(١٥٢)