من كل واحد أوقية وبزر الرطبة والحلبة من كل واحد أوقيتان يخلط بعصارة الرازيانج والعسل والسمن ويشرب منه وإذا كان اللبن بحيث يؤذى ويفسد من الكثرة لاحتقانه وتكاثفه فينقص بتقليل الغذاء وتناول ما يقل غذاؤه وبتضميد الصدر والبدن بكمون وخل أو بطين حر وخل أو بعدس مطبوخ بخل ويشرب الماء المالح عليه وكذلك استعمال النعناع الكثير والاستكثار من ذلك للثدي يغزر اللبن فاما اللبن الكريه الرائحة فيعالج بسقي الشراب الريحاني ومناولة الأغذية الطيبة الرائحة واما التدبير المأخوذ من مدة وضع الموضع فيجب ان تكون ولادتها قريبة لا ذلك القرب جدا بل ما بينها وبينه شهر ونصف أو شهران وأن تكون ولادتها لذكر وأن يكون وضعها لمدة طبيعية وأن لا تكون أسقطت ولا كانت معتادة الاسقاط ويجب أن تؤمر الموضع برياضة معتدلة وتغذى بأغذية حسنة الكيموس ولا تجامع البتة فان ذلك يحرك منها دم الطمث فيفسد رائحة اللبن ويقل مقداره بل ربما حبلت وكان من ذلك ضرر عظيم على الولدين جميعا اما المرتضع فلانصراف اللطيف من اللبن إلى غذاء الجنين وأما الجنين فلقلة ما يأتيه من الغذاء لاحتياج الآخر إلى اللبن ويجب في كل ارضاعة وخصوصا في الارضاع الأول ان يحلب شئ من اللبن ويسيل وان يعان بالغمز لئلا تضطره شدة المص إلى ايلام آلات الحلق والمرئ فيحجف به وان ألعق قبل الارضاع كل مرة ملعقة من عسل فهو نافع وان مزج بقليل شراب كان صوابا ولا ينبغي أن يرضع اللبن الكثير دفعة واحدة بل الأصوب أن يرضع قليلا قليلا منه آليا فان ارضاعه الشبع دفعة واحدة ربما ولد تمددا ونفخة وكثرة رياح وبياض بول فان عرض ذلك فيجب أن لا يرضع ويجوع شديد أو يشتغل بنومه إلى أن ينهضم ذلك وأكثر ما يرضع في الأيام الأول هو في اليوم ثلاث مرات وان أرضعته في اليوم الأول غير أمه على ما قد ذكرنا كان أصوب وكذلك إذا عرض للمرضعة مزاج ردئ أو علة مؤلمة أو اسهال كثيرا واحتباس مؤذ فالأولى ان يتولى ارضاعه غيرها إلى أن تستقل وكذلك إذا أحوجت الضرورة إلى سقيها دواء له قوة وكيفية غالبة وإذا نام عقيب الرضاع لم يعنف عليه بتحريك شديد للمهد يخضخض اللبن في معدته بل يربح برفق والبكاء اليسير قبل الرضاع ينفعه والمدة الطبيعية للرضاع سنتان وإذا اشتهى الطفل غير اللبن أعطى بتدريج ولم يشدد عليه ثم إذا جعلت ثناياه تظهر نقل إلى الغذاء الذي هو أقوى بالتدريج من غير أن يعطى شيئا صلب الممضغ وأول ذلك خبز تمضغه المرضع ثم خبز بماء وعسل أو بشراب أو بلبن ويسقى عند ذلك قليل ماء وفي الأحيان مع يسير شراب ممزوج به ولا تدعه يتملا فان عرض له كظة وانتفاخ بطن وبياض بول منفعته كل شئ وأجود تغذيته ان يؤخر إلى أن يمرخ ويحمم ثم إذا فطم نقل إلى ما هو من جنس الأحساء واللحوم الخفيفة ويجب أن كون الفطام بالتدريج لا دفعة واحدة ويشغل ببلا لبط متخذة من خبز وسكر فان ألح على الثدي واسترضع وبكى فيجب أن يؤخذ من المر والفوتنج من كل واحده رهم يسحق ويطلى منه على الثدي ونقول ونقول بالجملة ان تدبير الطفل هو الترطيب لمشاكلة مزاجه لذلك ولحاجته إليه في تغذيته ونموه والرياضة المعتدلة الكثيرة وهذا كالطبيعي لهم فكأن الطبيعة تتقاضاهم به ولا سيما إذا جاوزوا الطفولية إلى الصبا فإذا أخذ ينهض ويتحرك فلا ينبغي أن يمكن من الحركات العنيفة ولا يجوز أن يحمل على المشي أو القعود قبل انبعاثه إليه
(١٥٣)