الكلية أشد اتصالا لحميا والآخران أشبه بما ليس بلحمي واقبل للتفتيت وان كان شديد الضرب إلى الصفرة فهو عن الكلية لا محالة فان الذي عن الكبد يضرب إلى القتمة وقد يشاركه في هذا أحيانا الذي عن الكلية واما النخالي فقد يكون من جرب المثانة وقد يكون من ذوبان الأعضاء والفرق بينهما انه ان كان هناك حكة في أصل القضيب ونتن فهو من المثانة وخصوصا إذا سبقه بول مدة وخصوصا إذا دل سائر الدلائل على نضج البول فتكون العروق العالية صحيحة المزاج لا علة بها بل بالمثانة واما ان كان مع الهاب وضعف قوة وسلامة أعضاء البول وكان اللون إلى الكمودة فهو من ذوبان خلط وأما السويقي والدشيشي فأكثره من احتراق الدم وهو إلى الحمرة وقد يكون كثيرا من ذوبان الأعضاء وانجرادها ان كان إلى البياض وقد يكون أيضا من المثانة الجرية في الأقل وأنت يمكنك ان تتعرف وجه الفرق بينهما بما قد علمت واما ان كان إلى السواد فهو من احتراق الدم وخصوصا في الطحال وجميع الرسوب الصفائحي الذي لا يكون عن سبب في المثانة والكلية ومجاري البول فإنه في الأمراض الحادة ردئ مهلك وقد عرفت من هذه الجملة حال اللحمي وان أكثره يكون من الكلية وانه متى لا يكون عن الكلية فإنما يكون إذا كان اللحم صحيح اللحمية ولا ذوبان في البدن والبول النضيج يدل على صحة الأوردة فان علل الكلية لا تمنع نضج البول لان ذلك فوقها وأما الرسوب الدسمي فيدل على ذوبان الشحم والسمن واللحم أيضا وأبلغه الشبيه بماء الذهب ويستدل على مبدئه من القلة والكثرة ومن المخالطة والمفارقة فإنه إذا كان كثيرا متميزا فاحدس انه من ناحية الكلية لذوبان شحمها وان كان أقل وشديد المخالطة فهو من مكان أبعد وإذا رأيت في البول قطعة بيضاء مثل حب الرمان فذلك من شحم الكلية وأما المري فيدل على قرحة منفجرة وخصوصا في أعضاء البول ولا سيما إذا كان هناك ثفل محمود راسب والمخاطي يدل على خلط غليظ خام اما كثير في البدن أو مدفوع عن آلات البول وبحران عرق النسا ووجع المفاصل ويستدل عليه بالخفة عقبه وربما لطف ورق فظن رسوبا محمودا فلذلك يجب ان لا يغتر في الأمراض بما يرى في هيئة الرسوب المحمود إذ لم يكن وقت النضج ولا دلائله حاضرة وقد يدل على شدة برد من مزاج الكلية والفرق بين المدى والخام ان المدى يكون مع نتن وتقدم دليل ورم ويسهل اجتماع اجزائه وتفرقها ويكون منه ما يخالط المائية جدا ومنه ما يتميز واما الخام فإنه كدر غليظ لا يجتمع بسهولة ولا يتشتت بسهولة والبول الذي فيه رسوب مخاطي كثير إذا كان غريزا وكان في آخر النقرس وأوجاع المفاصل دل على خير واما الرسوب الشعرى فهو لانعقاد رطوبة مستطيلة من حرارة فاعلة فيها وربما كان أبيض وربما كان احمر ويكون انعقاده في الكلية وقيل إنه ربما كان أشبارا في طوله واما الشبيه بقطع الخمير المنقوع فيدل على ضعف المعدة والأمعاء وسوء الهضم فيهما وربما كان سببه تناول اللبن والجبن واما الرملي فيدل دائما على حصاة منعقدة أو في الانعقاد أو في الانحلال والأحمر منه من الكلية والذي ليس بأحمر هو من المثانة واما الرمادي فأكثر دلالته على بلغم أو مدة عرض لها اللبث تغير لون وتقطع اجزاء وقد يكون لاحتراق عارض لها واما الرسوب العلقي فان كان شديد الممازجة دل على ضعف الكبد أو دون ذلك دل على جراحة في مجاري البول وتفرق اتصال
(١٤٤)