أقول: وما كان مرضها سلام الله عليها؟ وهل كانت مريضة طول فترة بقائها بعد أبيها صلى الله عليه وآله؟! وهل كانت تلاقي أبا بكر إلا في المسجد؟! فهل كانت مشاغله تمنعه من الصلاة في المسجد؟!
قلت: خامسا: لقد كانت تعلم بقرب لحوقها بأبيها.. ومن كان في مثل علمها.. لا يخطر بباله أمور الدنيا. وقد قال قوم إنما كان هجرها انقباضا عن لقائه، وليس من الهجران المحرم وإنما المحرم من ذلك أن يلتقيا فلا يسلم أحدهما على صاحبه.
أقول: لم نسلكم لحاجة واضطرار * بل ندل الورى على تقواها كم لنا فيكم رشحة جود * يعجز السبعة البحار غناها وهل تعد من الهجران المحرم وصيتها عليها السلام بدفنها ليلا، أم لألأ؟! وهل تعد عدم صلاة أبي بكر عليها من الهجران المحرم، أم لا؟
ولأي الأمور تدفن ليلا * بضعة المصطفى ويعفى ثراها؟
قلت: لكن هذا لا يستساغ منها وهي من هي في حرصها على تعاليم الاسلام وسنة أبيها ووصيته ورضاه.
أقول: وهل يستساغ من أبي بكر إغضابها ومنعها حقها؟! وماذا تريد من الزهراء أن تفعل وقد غصب أبو بكر حقها؟ هل تريد منها أن ترضى عنهم وتتقبل إغصابها حقها وهي بضعة المصطفى ويغضبه ما يغضبها ولم يراعوا لهما أي حرمة. وما هذه العقلية يا جاكون؟!
قلت: ثم هل يتصور من فاطمة عليها السلام أن تهجر حتى ذلك الهجر المباح في تقديرهم أحب خلق الله إلى رسول الله وأقربهم إليه، وهي تعلم يقينا أن من وصاياه أن يحسن المرء إلى صحابة أبيه؟