وصحابة رسول الله (ص) ليسوا معصومين من هذه الخلال الانسانية، وهم مدرسه للانسانية بكل كمالاتها وظروفها.
ثالثا: على من غضبت فاطمة: على أن فاطمة عليها السلام غضبت وهذا كما ذكر ليس منقصة بحقها ولا بحق من غضبت عليه. فلا يحق أن نسأل على من غضبت فاطمة؟: الحق أن الروايات كلها لم تذكر أنها غضبت عليه، أي أبي بكر. ولم تحدد على من كان الغضب غير أبي بكر ولكن جاء في بعض الروايات لفظ " وجدت على أبي بكر " فالغضب على أغلب الظن ليس هو الوجد بعينه، فلقد ذكر صاحب تاج العروس للوجد معاني خمس: العلم، الإصابة، الغضب، الايسار وهو الاستغناء، والاهتمام وهو الحزن. إذن هل غضبت على نفسها؟ الأرجح أن يكون الأمر كذلك. ويؤكد هذا الرأي المحدث الكنكوهي في تعليقه على الجامع الصحيح: 2 / 500: يقول: قوله: " فغضبت فاطمة.. وهذا ظن من الراوي ". حيث استنبط من عدم تكليمها إياه أنها غضبت عليه مع أنها كانت نادمة فيما بدرت إليه. وكان عدم التكلم لأجل الندامة، أو المعنى: التكلم في هذا الباب. أو المعنى: أنها غضبت على نفسها. حيث ذهبت إلى الخليفة تطلب شيئا من الدنيا مع أنه رضي الله عنه، كان بارا راشدا غير مظلوم.
رابعا: الهجران: أول ما ينبغي أن يقرر هنا: أن الهجر من فاطمة عليها السلام لشخص الصديق رضي الله عنه لم يقع أصلا. ولكن الذي حدث، أن ورود لفظ الهجر في قول الزهري ألبس الأمر ما لبس، فظن الظانون أن الهجران إنما كان لشخص الصديق. فذهبوا يبررون ويتأولون. ورغم ما علموا أنه لم تنقل رواية تفيد أنهما تلاقيا فأعرض أحدهما عن الآخر، فقد