وقد نصت مصادرهم على غياب أبي بكر وعمر عن جنازة النبي صلى الله عليه وآله، وعلى أن حفصة وعائشة تمردتا على عدة الحداد الشرعية، وتركتا جنازة النبي بيد أهل بيته، وانشغلتا بالعمل لخلافة أبويهما!
وقد سجل أحد الرواة تعجبه عندما دخل المدينة في يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله، فوجد المسجد خاليا وباب بيت النبي مغلقا، وداخله أهل بيته مشغولون بمراسم جنازته مع قليل قليل من المسلمين.. أما الباقون فكانوا مشغولين في السقيفة في أحياء الأنصار!!
وعندما تم للحزب القرشي بيعة أكثرية الأنصار، وجه عملياته ضد علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء عليها السلام، فهاجم بيتهما مرارا، وفي آخرها جمع أكوام الحطب على باب دارهما وأشعل فيها النار، وصاح فيهم عمر مهددا بإحراق البيت على من فيه من أهل بيت النبي ومن اعتصم معهم إن لم يبايعوا أبا بكر! ثم أحضروا عليا بالقوة إلى السقيفة وهددوه بالقتل إن لم يبايع! ولما تم لهم ما أرادوا وأجبروا عليا على السكوت وإن لم يبايع.. بدؤوا بإصدار قرارات عزل بني هاشم اجتماعيا، وحرمانهم، وإذلالهم!!
قال المحامي أحمد حسين يعقوب في كتابه مساحة للحوار ص 143:
(وبعد موت الرسول، رتبت البطون أمرها وألغت مرجعية ربها وتجاهلت وجودها تماما، كما تجاهلت وجود النبي! ولم تكتف بذلك إنما حاصرت أهل بيت النبوة وجردتهم من ممتلكاتهم، ومن كافة حقوقهم المدنية والسياسية، وحاصرتهم اقتصاديا " وعزلتهم اجتماعيا ").
وقال في كتابه خلاصة المواجهة مع النبي وآله ص 125: (3 - لم يكن أهل البيت آنئذ في حالة يشكلون معها خطرا على دولة الانقلابيين، ولكن عمر