عنه، لكنكم تحولونه إلى الصديق رضي الله عنه. فنقول: إن كان هذا وعيدا لاحقا بفاعله لزم أن يلحق هذا الوعيد علي بن أبي طالب وإن لم يكن وعيدا لاحقا بفاعله كان أبو بكر أبعد عن الوعيد من علي رضي الله عنهما.
(2) هناك وقائع أخرى ذكرها كل من المجلسي والطوسي والأربلي وغيرهم وقعت بين علي وفاطمة رضي الله عنهما التي سببت إيذاءها ثم غضبها على علي رضي الله عنه. فماذا سيجيب القوم عن هذه الوقائع المتظافرة، وبماذا سيحكم المنصفون منهم؟! فنحن نريد كل منصف متعقل من الشيعة ونرضاه حكما، فما هو جوابهم عن علي رضي الله عنه فهو جوابنا عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فإن قالوا إنها رضيت عن علي بعد ما غضبت عليه فنقول: إنها رضيت أيضا عن الشيخين بعدما غضبت.
(فمشى إليها أبو بكر بعد ذلك وشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنه). انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 57 ط بيروت، وشرح نهج البلاغة لابن ميثم ج 5 ص 507 ط بيروت، وحق اليقين ص 180 ط طهران.
* فكتب العاملي بتاريخ 9 - 9 - 1999، الواحدة إلا ربعا صباحا:
أولا: إن غضب فاطمة عليها السلام على أبي بكر وعمر دراية، لأنه متواتر والجميع رووه وشهدوا به. وغضبها على علي عليه السلام رواية. وليست الدراية كالرواية.
وثانيا: أنت قد تغضب من والدتك أو ولدك، وقد تغضب من شخص هو برأيك غاصب لحقك وحق ولدك.. فهل الغضبان من نوع واحد؟! وهل تجعل (غضب) الزهراء من علي - إن صح - من نوع غضبها على من شهدت لله أمام المسلمين بأنه خالف الله ورسوله وغصب الخلافة،