فجعلها علي في منزل فاطمة، فدخلت فاطمة عليها السلام يوما فنظرت إلى رأس علي عليه السلام في حجر الجارية، فقالت: يا أبا الحسن فعلتها؟! فقال: والله يا بنت محمد ما فعلت شيئا، فما الذي تريدين؟ قالت: تأذن لي في المسير إلى منزل أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لها: قد أذنت لك، فتجلببت بجلبابها، وأرادت النبي صلى الله عليه وسلم). انظر علل الشرائع للقمي ص 163 وأيضا بحار الأنوار ص 43، 44 باب (كيفية معاشرتها مع علي).
وغضبت عليه (مرة ثالثة) كما يرويه القوم: (إن فاطمة رضي الله عنها لما طالبت فدك من أبي بكر امتنع أبو بكر أن يعطيها إياها فرجعت فاطمة عليها السلام وقد جرعها من الغيظ ما لم يوصف ومرضت، وغضبت على علي لامتناعه عن مناصرته ومساعدته إياها وقالت: يا ابن أبي طالب! اشتملت مشيمة الجنين وقعدت حجرة الظنين بعد ما أهلكت شجعان الدهر وقاتلتهم، والآن غلبت من هؤلاء المخنثين، فهذا هو ابن أبي قحافة يأخذ مني فدك التي وهبها لي أبي جبرا وظلما ويخاصمني ويحاججني، ولا ينصرني أحد، فليس لي ناصر ولا معين، وليس لي شافع ولا وكيل، فذهبت غاضبة ورجعت حزينة، أذللت نفسي، تأتي الذئاب وتذهب ولا تتحرك، يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا، إنما أشكو إلى أبي واختصم إلى ربي). أنظر كتاب حق اليقين للمجلسي بحث فدك ص 203، 204. ومثله في كتاب الأمالي للطوسي ص 295.
ولنا مع هذه الروايات بعض الوقفات:
(1) أنكم تلاحظون أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فاطمة بضعة مني وأنا منها فمن آذاها فقد آذاني..) حسب الرواية موجهة لعلي رضي الله