كانوا يشاهدونه من تفضيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام (1) وإثابته (إبانته خ ل) عليهم في المواطن كلها، وأما بغضهم إياه، فلأنه كان قد وتر أكابر القوم ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وكان لهم على علي عليه السلام دعوى دم أراقه في سبيل الله كما اعترف به الناصب، ولا شبهة عند من اعتبر العاداة والطبايع البشرية في أن من قتل أقارب قوم وأحبائهم وإخوانهم وأولادهم، فإنهم يبغضونه ويودون قتله، ولا يألون جهدا في منعه مما يرومه إن استطاعوا، وكيف يستبعد ذلك عن النفوس الأمارة المارة جملة من أعمارهم في الكفر والجاهلية، مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع عصمته وطهارته وتقدس نفسه لم يطق رؤية وحشي (2) قاتل عمه حمزة رضي الله عنه بعد إسلامه الذي يجب ما قبله فقال له حين أسلم: غيب عني وجهك لا أراك كما ذكره صاحب الاستيعاب وأما أتباعهم، فإنما كتموا وخالفوا اتباعا لساداتهم، وأما باقي الناس فكانوا مقلدة، فلما رأوا إقدام متقدميهم وأهل البصيرة منهم على ما أقدموا (ج 26)
(٤١٦)