أقول ما ذكره في حقيقة الخبر لا حقيقة له، لما أشرنا إليه سابقا: من أنه لو كان المتعارف ما اختلقوه لا حقيقة له، لما أشرنا إليه سابقا: من أنه لو كان المتعارف ما اختلقوه من عدم اعتبار العرب نبذ العهد وعقده إلا من صاحب العقد أو من أحد من قومه لما خفي ذلك على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولا ونزيد عليه ههنا، ونقول: لو كان كذلك لما خفي أيضا على أبي بكر ولم يلحقه شدة الخوف مما حصل له كما يدل عليه ما نقله الناصب أيضا من قوله: أنزل في شئ يا رسول الله؟
صلى الله عليه وآله وسلم، ونقول: أيضا أن كون عقد العهد مما يتوقف على أسباب يوجب اعتبار الطرفين به واعتمادهما عليه ظاهر، وأما نبذ العهد فإنما يتوقف على وصول خبره بحيث يحصل هناك أمارات صدق ذلك على من نبذ إليهم ولو بمجرد كتابة وختم، لأن النبذ سلب لا يستدعى معونة إيجاب العهد كما لا يخفى، فلولا أن الغرض من إبلاغ علي عليه السلام مدخلية خصوص حضوره في انتظام الحج وكف المشركين لبأسه وخوفه عن تعرض المسلمين ونحو ذلك من الحكم، لأرسل عمه عباس أو أخاه عقيلا وجعفرا مع كونهم أكبر سنا منه أو غيرهم من بني هاشم، سيما وقد روي أن عليا عليه الصلاة والسلام استعذر بأني لست بالخطيب وأنا حديث السن، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا بد أن تذهب بها، أو أن أذهب بها، قال: أما إذا كان كذلك فأنا أذهب بها يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذهب فسوف يثبت الله لسانك ويهدي قلبك، هذا ومعلوم أن إقدام علي عليه السلام على ذلك أمر عظيم حيث إنه قتل خلقا عظيما من أهل مكة ولم يقدم خوفا من قدومه عليهم، وموسى بن عمران على نبينا وآله وعليه السلام مع عظم شأنه وشرف منزلته قدم الخوف في قدومه على فرعون وقومه القبط، لأجل قتل نفسا واحدة، وفي حديث عن الباقر عليه الصلاة والسلام: أنه لما قام علي عليه السلام أيام التشريق ينادي ذمة الله ورسوله بريئة من