أكثر من دلالة على عظم مكانة الإمام الشيرازي في المجتمع الإسلامي الشيعي حين (أصبح المرجع الوحيد للإمامية في سائر القارات () الإسلامية كما سيمر معنا.
ثانيا - رجوع المسلمين الشيعة له بالتقليد:
عند المسلمين الشيعة: من الضروري أن يرجع الإنسان الذي يصل إلى سن البلوغ لذوي الاختصاص وأهل الخبرة، والأعلم من المجتهدين في فقه الشريعة الإسلامية، لأخذه أحكام دينه من الحلال والحرام والمكروه، فهو واجب على كل مكلف لا يتمكن من الاجتهاد، أو الاحتياط.
وهذه الرتبة - الوصول إلى درجة رجوع المقلدين له - لا يمكن بلوغها إلا بالأعلمية - وفسرت الأعلمية هنا: أن يكون صاحبها أقوى ملكة من غيره في مجالات الاستنباط ()، ولا شك أن الأخذ بفتوى الأعلم يحصل فراغ الذمة من الأمر المكلف به يقينا بعد العلم بانشغال الذمة اليقيني بالتكاليف الإلزامية ().
وسيدنا المترجم نرى أنه اختير - بعد وفاة أستاذه المحقق الشيخ مرتضى الأنصاري - لمركز التقليد، والتدريس والصلاة من قبل مبرزي تلامذة الشيخ الأنصاري الذين شهد لهم الشيخ بالمرتبة العلمية، كما مر علينا -، ثم ثنيت له الوسادة بعد وفاة المرحوم السيد حسين الترك مرجع أذربيجان، فرجعت له الطائفة الإمامية في الأقطار الإسلامية، يقول المرحوم الإمام شرف الدين:
واختص (السيد الشيرازي) بإمام المحققين المتبحرين الشيخ مرتضى الأنصاري، ففاق جميع أصحابه، ولازمه ملازمة ظله حتى قضى الإمام الأنصاري نحبه، واضطرب الناس في تعيين المرجع العام بعده، فكان هو المتعين في نظر الأعاظم الأساطين من تلامذة ذلك الإمام أعلى الله مقامه ().