الفصل الخامس الجانب السياسي في حياة الشيرازي كل شخصية كبيرة دينية وغير دينية لا بد ان تحدث له قضايا ضمن فترة رئاسته تعكس أثرها في حياة المرجعية وتحدد معالم الشخصية التي عاشتها.
وبالنسبة لسيدنا المترجم فقد حدثت قضايا خلال فترة مرجعيته أشارت بوضوح إلى دور المرجعية وقيادتها في مسيرة الأمة وتاريخها الطويل، وقد تحدث الدكتور علي الوردي عن هذا الدور الذي مثل الزعامة الدينية والسياسية في آن واحد، حيث توطأ هذا الدور واثره بعد أن تولى السيد الشيرازي منصب المرجعية العليا للشيعة في العالم، إذ جرت في عهده أحداث هامة كان لها أثرها الاجتماعي في العراق وإيران ().
وفي ضوء هذه الأحداث اعتبر (أعظم مجتهد شيعي في العهد الحميدي العثماني) ().
ووصف بأن عقله السياسي كان محيرا للسياسيين وأن أهل العلم والسلاطين يرجعون إليه في الأمور السياسية ().
لقد اتسمت مرجعية السيد الشيرازي بثلاثة مواقف رئيسية بارزة، حملت دلالات دينية - سياسية كبيرة الأهمية، وهي بإيجاز:
أ - رفضه لاستقبال الشاه ناصر الدين:
في عام (1287 ه - 1870 م) زار الشاه ناصر الدين القاجاري العتبات المقدسة في العراق، وكان الوالي العثماني على بغداد مدحت باشا، فلما قصد الشاه