خضعت الرقاب، وإليك التحاكم في الأعمال، يا خير مسؤول، وخير من أعطى، يا صادق، يا بارىء، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدعاء وتكفل بالإجابة، يا من قال: (ادعوني أستجب لكم) يا من قال: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) يا من قال: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).
ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء فقال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في سجدة الشكر؟ قلنا: وما كان يقول؟ قال: كان يقول:
" يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا جودا وكرما، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا من له خزائن ما دق وجل، لا تمنعك إساءتي من إحسانك إلي، إني أسالك أن تفعل بي ما أنت أهله، وأنت أهل الجود والكرم والعفو، يا رباه، يا الله إفعل بي ما أنت أهله فأنت قادر على العقوبة وقد استحققتها، لا حجة لي ولا عذر لي عندك، أبوأ إليك بذنوبي كلها، وأعترف بها كي تعفو عني وأنت أعلم بها مني بوأت إليك بكل ذنب أذنبته، وبكل خطيئة أخطأتها، وبكل سيئة عملتها، يا رب اغفر لي وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم " (1).
[771] - 84 - المجلسي: عن فقه الرضا، قال (عليه السلام):
وكان أمير المؤمنين يقول في سجوده " اللهم ارحم ذلي بين يديك، وتضرعي إليك ووحشتي من الناس، وأنسي إليك يا كريم، فإني عبدك وابن عبدك، أتقلب في قبضتك، يا ذا المن والفضل والجود والغنى والكرم، إرحم ضعفي وشيبتي،