ولئن كان بيت الأحزان وسدرة البقيع، اختصت شهرتهما بالشيعة، وناقش في أصل قصتهما مخالفوهم، فإن شجرة الرضوان عم خبرها ورواه حتى رواة الحكومة! واعترفوا بأن حكم الإعدام صدر في حق الشجرة ومن يصلي تحتها!
قال السيد شرف الدين رحمه الله في النص والاجتهاد ص 368:
(المورد 65 قطعة شجر الحديبية: شجرة الحديبية هذه بويع رسول الله صلى الله عليه وآله بيعة الرضوان تحتها، فكان من عواقب تلك البيعة أن فتح الله لعبده ورسوله فتحا مبينا ونصره نصرا عزيزا، وكان بعض المسلمين يصلون تحتها تبركا بها، وشكرا لله تعالى على ما بلغهم من أمانيهم في تلك البيعة المباركة. فبلغ عمر ما كان من صلاتهم تحتها فأمر بقطعها! وقال (1): ألا لا أوتى منذ اليوم بأحد عاد إلى الصلاة عندها إلا قتلته بالسيف، كما يقتل المرتد! (519).
سبحان الله وبحمده والله أكبر! يأمره بالأمس رسول الله بقتل ذي الخويصرة وهو رأس المارقة، فيمتنع عن قتله احتراما لصلاته ثم يستل اليوم سيفه لقتل من يصلي من أهل الإيمان تحت الشجرة شجرة الرضوان؟!
وي، وي! ما الذي أرخص له دماء المصلين من المخلصين لله تعالى في صلاتهم؟ إن هذه لبذرة أجذرت وآتت أكلها في نجد (حيث يطلع قرن الشيطان)!
وقال في هامشه: (1) كما في السطر الأخير من ص 59 من المجلد الأول من شرح النهج الحميدي (منه قدس). (519) الغدير للأميني: 6 / 146، شرح النهج الحديدي: 3 / 122، سيرة عمر لابن الجوزي ص 107، الطبقات الكبرى لابن سعد، السيرة الحلبية ج 3 / 29، فتح الباري: 7 / 361 وقد صححه، إرشاد الساري: 6 / 337، شرح المواهب للزرقاني: 2 / 207، الدر المنثور: 6 / 73، عمدة القاري: 8 / 284 وقال: إسناد صحيح.. إلى آخر ما ذكره من مصادر.
ورحم الله الشاعر الحلي الكواز حيث قال، كما في بيت الأحزان للقمي ص 128:
الواثبين لظلم آل ومحمد * ومحمد ملقى بلا تكفين والقائلين لفاطم آذيتنا * في طول نوح دائم وحنين