(و) كذا (يكره أن يقف) الرجل (المأموم) في صف (وحده) لا لعذر كضيق ونحوه بلا خلاف معتد به أجد فيه، بل في المدارك الاجماع عليه، للنهي في خبر السكوني (1) عن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تكونن في العثكل، قلت: وما العثكل؟
قال: أن تصلي خلف الصفوف وحدك، فإن لم يكن الدخول في الصف قام حذاء الإمام وأجزأه، فإن هو عاند الصف فسدت عليه صلاته) ولا يقدح فيه عدم وجدان العثكل بالثاء المثلثة كما عن بعض النسخ أو التاء المثناة من فوق بالمعنى المزبور في اللغة كما عن المجلسي بعد تفسيره في الخبر نفسه بما سمعته، على أن في مجمع البحرين عن بعض النسخ (الفسكل) بالفاء والسين المهملة الفرس المتأخر في آخر خيل السباق، وهو مناسب لما نحن فيه كما لا يخفى، ولمفهوم المرسل عن الدعائم (2) عن الصادق (عليه السلام) (أنه سئل عن رجل دخل مع القوم في جماعة فقام وحده ليس معه في الصف غيره والصف الذي بين يديه متضايق، قال: إذا كان كذلك صلى وحده فهو معهم، وقال: قم في الصف ما استطعت، وإذا ضاق المكان فتقدم أو تأخر فلا بأس) بل والمرسل الآخر عنها (3) أيضا عن علي (عليه السلام) (إذا جاء الرجل ولم يستطع أن يدخل الصف فليقم حذاء الإمام، فإن ذلك يجزيه، ولا يعاند الصف) إذ المراد بمعاندة الصف قيامه فيه وحده، بل ومفهوم صحيح الفضيل (4) عن الصادق (عليه السلام) وإن قال في الحدائق أن فيه غموضا بعد أن ذكر الاستدلال به من بعضهم، قال: (أتموا الصفوف إذا وجدتم خللا