قال لا نورث.
الرابع: انهما حضرا يتنازعان لا في الميراث بل في ولاية صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله أيهما يتولاها ولاية لا إرثا وعلى هذا كانت الخصومة كما يزعمون فهل يكون جواب ذلك هل تعلمون وهل تعلمان ان رسول الله قال لا نورث ما تركناه صدقة؟
قالوا: وكانت هذه الصدقة بيد على " ع " غلب عليها العباس وكانت فيها خصومتهما فأبى عمر ان يقسمها بينهما حتى أعرض عنها العباس وغلب عليها على " ع " ثم كانت بيد الحسن " ع " ثم بيد الحسين " ع " والحسن بن الحسن " ع " كلاهما يتداولانها ثم بيد زيد بن علي " ع ".
وروى أيضا عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: سمعت عمر يقول للعباس وعلى " ع " وعبد الرحمن بن عوف والزبير وطلحة: أنشدكم الله هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يدخل فيئه أهل السنة من صدقاته ثم يجعل ما بقى في بيت المال قالوا اللهم نعم قال فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله قبضها أبو بكر فجئت يا عباس تطلب ميراثك من ابن أخيك وجئت يا علي " ع " تطلب ميراث زوجتك من أبيها وزعمتما ان أبا بكر كان فيها خائنا فاجرا والله لقد كان أمرا مطيعا تابعا للحق ثم توفى أبو بكر فجئتماني تطلبان ميراثكما اما أنت يا عباس فتطلب ميراثك من ابن أخيك واما أنت يا علي فتطلب ميراث زوجتك من أبيها وزعمتما انى فيها خائن فاجر والله يعلم انى فيها مطيع تابع للحق فأصلحا أمركما والا والله لم ترجع إليكما فقاما وتركا الخصومة فأمضيت صدقة.
وهذا الحديث: يدل صريحا على أنهم جاءا يطلبان الميراث لا الولاية ويطعن في صحته ان أبا بكر حسم المادة أولا وقرر عند العباس وعلى " ع " وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وآله لا يورث وكان عمر من المساعدين له على ذلك فكيف يعود العباس وعلى " ع " بعد وفاة أبى بكر يحاولان أمرا قد كان فرغ منه ويئس