وكرامة ما أقرب الوفاء وأسرع فأنشد متمثلا: (قضى كل ذي دين فوفى غريمه) فقالت النسوة أتدري من غريمتك قال لا والله قلن هي عزة قال أشهدكم إنها في حل مما لي عندها ثم مضى إلى سيده فأخبره بذلك فقال كثير وانا اشهد الله إنك حر لوجهه ووهبه جميع ما في الحانوت من العطر وله في مطالها بالوعد شعر كثير منه:
أقول لها عزيز مطلت ديني * وشر الغانيات ذوا المطالي فقالت ويح غيرك كيف أقضى * غريما ما ذهبت له بمالي وعن الهيثم بن عدي ان عبد الملك سأل كثيرا عن أعجب خبر له مع عزة فقال حججت سنة من السنين وحج زوج عزة بها ولا يعلم أحد بصاحبه فلما كنا في بعض الطريق أمرها زوجها بابتياع سمن يصلح به طعاما لأهل رفقته فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت إلى وهي لم تعلم أنها خيمتي وكنت أبرى أسهما لي فلما رأيتها جعلت أبرى وانا أنظر إليها ولا أعلم حتى بريت ذراعي مرات وأنا لا أشعر والدم يجرى فلما تبينت ذلك دخلت إلى وأمسكت يدي وجعلت تمسح الدم عنها بثوبها وكان عندي نحى من سمن فحلفت لتأخذنه فاخذته وجاءت إلى زوجها بالسمن فلما رأى ثوبها سألها عن خبره فكاتمته حتى حلف عليها لتصدقنه فصدقته فضربها وحلف ليشتمني في وجهي فوقفت على وهو معها فقالت لي يا بن الزانية وهي تبكي ثم انصرفا فذلك حين أقول:
يكلفها الخنزير شتمي وما بها * هواني ولكن للمليك استذلت وهذا البيت من قصيدة له هي من محاسن شعره أولها:
خليلي هذا ربع عزة فاعقلا * قلوصيكما ثم أبكيا حيث حلت وما كنت أدرى قبل عزة ما البكا * ولا موجعات القلب حتى تولت فلا يحسب الواشون ان صبابتي * بعزة كانت غمرة فتجلت فوالله ثم الله ما حل قبلها * ولا بعدها من خلة حيث حلت وما مر من يوم على كيومها * وان عظمت أيام أخرى وجلت