وكسوة فقال الكميت والله ما أحببتكم للدنيا ولو أردت الدنيا لأتيت من هي في يديه ولكنني أحببتكم للآخرة فأما الثياب التي أصابت أجسامكم فانا أقبلها لبركتها وأما المال فلا أقبله.
وروى أنه دخل يوما على فاطمة بنت الحسين " ع " فقال هذا شاعرنا أهل البيت وجاءت بقدح فيه سويق فحركته بيدها وسقت الكميت فشربه ثم أمرت له بثلاثين دينارا ومركب فهملت عيناه وقال لا والله لا أقبلها إني لم أحبكم للدنيا.
وعن عبد الله بن مروان الحراني قال كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين وكان راوية لشعر الكميت يعنى الهاشميات وكان سمع ذلك منه وكان عالما بها فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته واشعاره ثم عاد فيه فقيل له ألم تكن زهدت فيه وتركتها فقال نعم ولكن رأيت رؤيا دعتني إلى العود فيه فقيل له وما رأيت قال رأيت كأن القيامة قد قامت وكأنما انا في المحشر فدفعت إلى مجلة قال أبو محمد قلت لأبي الشيخ وما المجلة قال الصحيفة قال فنشرتها فإذا فيها (بسم الله الرحمن الرحيم) أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبي طالب " ع " قال فنظرت في السطر الأول فإذا أسماء قوم لم أعرفهم ونظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك ونظرت في السطر الثالث والرابع فإذا فيه الكميت بن زيد الأسدي قال فذاك الذي دعاني إلى العود فيه.
وعن الورد بن زيد قال قلت لأبي جعفر " ع " جعلني الله فداك قدم الكميت فقال " ع " دخل فسأله الكميت عن الشيخين فقال له أبو جعفر " ع " ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله تعالى وحكم النبي صلى الله عليه وآله وأنكر حكم على الا هما وهو في أعناقهما فقال الكميت الله أكبر الله أكبر حسبي حسبي وعن داود بن النعمان قال دخل الكميت على أبى عبد الله " ع " فأنشده ثم قال الكميت يا سيدي أسألك عن مسألة وكان " ع " متكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره