ببيان وان قاتل قاتل بجنان وانا الذي أقول.
ترى الرجل النحيف فتزدريه * وفى أثوابه أسد هصور ويعجبك الطرير فتبتليه * فيخلف ظنك الرجل الطرير وما عظم الرجال لها بزين * ولكن زينها كرم وخير بغاث الطير أطولها جسوما * ولم تطل البزاة ولا الصقور وقد عظم البعير بغير لب * فلا يستغن بالعظم البعير فيركب ثم يضرب بالهراوي * فلا عرف لديه ولا نكير يجرره الصبى بكل سهب * ويحبسه على الخسف الجرير فاعتذر إليه عبد الملك ورفع مجلسه ونسب في الحماسة هذه الأبيات إلى العباس بن مرداس ويحتمل ان يكون كثير تمثل بها.
وكان أول أمره مع عزة انه مر بنسوة من بنى خمرة ومعه جلب غنم فأرسلن إليه عزة وهي صغيرة فقالت يقبل لك النسوة بعنا كبشا من هذه الغنم وانسئنا بثمنه إلى أن ترجع فأعطاها كبنا فأعجبته فلما رجع جائته امرأة منهن بدراهمه فقال وأين الصبية التي أخذت منى الكبش قالت وما تصنع بها هذه دراهمك قال لا آخذ دراهمي إلا ممن دفعت إليها الكبش وهو يقول:
قضى كل ذي دين فوفى غريمه * وعزة ممطول معنى غريمها فقلن له أبيت إلا هذه وأبرزنها له وهي كارهة ثم إنها أحبته بعد ذلك حبا شديدا أشد من حبه لها.
وحكى ان عزة دخلت يوما على أم البنين بنت عبد العزيز فقالت أرأيت قول كثير: (قضى كل ذي دين) البيت ما كان ذلك الدين قالت وعدته قبل وخرجت منها قالت انجزيه وعلى اثمها.
وكان لكثير غلام عطار بالمدينة وربما باع نساء العرب بالنسيئة فأعسر على عزة بعطر فمطلته أياما وحضرت إلى حانوته في نسوة فطالبها فقالت حبا