يوم العقر فبلغ ذلك يزيد بن عبد الملك فدعا به فلما دخل عليه قال عليك بهلة الله أتر أبيه وعصبية وجعل يضحك منه.
وعن أبي بكر الهذلي قال كان عبد الله بن الزبير قد أغرى ببني هاشم يتبعهم بكل مكروه ويغري بهم ويحطب بهم على المنابر ويصرح ويعرض بذكرهم فربما عارضه ابن عباس وغيره منهم ثم بدا له فيهم فجلس ابن الحنفية في سجن عارم ثم جمعه وسائر من كان بحضرته من بنى هشام فجعلهم في مجالس وملأه حطبا وأضرم فيه النار وكان قد بلغه ان أبا عبد الله الجدلي وسائر شيعة ابن الحنفية قد وافوا لنصرته ومحاربة ابن الزبير فكان سبب ايقاعه بهم وبلغ أبا عبد الله الخبر فوافى ساعة أضرمت النار عليهم فأطفأها واستنقذهم وأخرج ابن الحنفية عن جوار ابن الزبير يومئذ فأنشد محمد بن العباس اليزيدي قال أنشد محمد بن حبيب لكثير في ابن الحنفية وقد حبسهم ابن الزبير في سجن يقال له سجن عارم:
ومن ير هذا الشيخ بالخيف من منى * من الناس يعلم أنه غير ظالم سمى النبي المصطفى وابن عمه * وفكاك أغلال ونفاع غارم أبى فهو لا يشرى هدى بضلالة * ولا يتقى في الله لومة لائم ونحن بحمد الله نتلو كتابه * حلو لا بهذا الخيف خيف المحارم فما فرح الدنيا بباق لأهله * ولا شدة البلوى بضربة لازم تخبر من تلقى بأنك عائذ * بل العائذ المظلوم في سجن عارم وقال بعضهم ان كثيرا كان يرى رأى الكيسانية ويقول بامامة محمد بن الحنفية ويروون شعرا في ذلك وهو:
ألا ان الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء على والثلاثة من بينه * هم الأسباط ليس بهم خفاء فسبط سبط أيمان وبر * وسبط غيبته كربلاء وسبط لا تراه العين حتى * يقود الخيل يقدمها اللواء