فقال عليه السلام صدقت ثم أنشد عليه السلام:
ولم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقا أضيعا قال محمد بن مسلمة كان مبلغ شعر الكميت حين مات خمسة آلاف ومائتين وتسعا وثمانين بيتا وكانت ولادته أيام مقتل الحسين بن علي " ع " سنة ستين وتوفى شهيدا سنة ست وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد.
وكان سبب موته ما حكاه حجر بن عبد الجبار قال خرجت الجعفرية على خالد القسري وهو يحطب على المنبر ولا يعلم بهم فخرجوا ينادون لبيك جعفر لبيك وعرف خالد خبرهم وهو يخطب فدهش ولم يعلم ما يقول فزعا فقال أطعموني ماء ثم خرج الناس فأخذوا وقتلوا وحرقوا فلم عزل خالد عن العراق وولى يوسف بن عمر دخل عليه الكميت فأنشده:
خرجت لهم تمشى البراح ولم تكن * كمن حصنه فيه الرتاج المضبب وما خالد يستطعم الماء فاغرا * بعدلك والداعي إلى الموت ينعب قال والجند قيام على رأس يوسف بن عمر وهم يمانية فتعصبوا لخالد فوضعوا نعال سيوفهم في بطن الكميت فوجؤه بها وقالوا تنشد الأمير ولم تستأمره فلم يزل ينزف الدم حتى مات.
قال المؤلف عفا الله عنه هذه الشهادة التي دعا له بها علي بن الحسين " ع " وقد تقدم خبر ذلك.
وحدث المستهل بن الكميت قال حضرت أبى عند الموت وهو يجود بنفسه فأغمي عليه ثم أفاق ففتح عينيه ثم قال اللهم آل محمد اللهم آل محمد اللهم آل محمد ثلاث ثم قال يا بنى انه بلغني في الروايات انه يحفر بظهر الكوفة خندق يخرج فيه الموتى من قبورهم وينبشون منها فيحولون إلى قبور غيرهم فلا تدفني في الظهر ولكن إذا مت فامض بي إلى موضع يقال له مكر ان فادفني فيه فدفن في