فكنت كذا رجلين رجل صحيحة * وأخرى رمها الزمان فشلت ولى عبرات لويد من قتلنني * توالى التي ما بالتي قد تولت فليت قلوصي عند عزة قيدت * بحبل ضعيف بان منها فضلت وأصبح في القوم المقيمين رحلها * وكان لها باع سواي فشلت تمنيتها حتى إذا ما وليتها * رأيت المنايا شرعا قد أطلت أصاب الردى من كان يبغي لها الردى * وجن اللواتي قلن عزة جنتي عليها تحيات السلام هدية * لها كل حين مقبل حيث حلت وعن يعقوب بن عبد الله الأسدي ومحمد بن صالح الأسلمي قال دخلت عزة على عبد الملك بن مروان وقد عجزت فقال لها أنت عزة كثير فقالت انا عزة بنت جميل قال أنت الذي يقول لك كثير:
لعزة نار ما تبوح كأنها * إذا ما رمقناها من البعد كوكب فما الذي أعجبه منك قالت يا أمير المؤمنين إني كنت في عهدي أحسن من النار في الليلة القرة.
وفى حديث محمد بن صالح الأسلمي فقالت ما أعجب المسلمين منك حين صيروك خليفة قال وكانت له سن سوداء فضحك حتى بدت فقالت له هذا الذي أردت ان أبديه فقال لها هل تروين قول كثير:
وقد زعمت إني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عز لا يتغير تغير جسمي والخليقة كالتي * عهدت ولم يخبر بسرك مخبر فقالت لا بل أروى له وهو من قصيدته المتقدمة:
كأني أنادي صخرة حين أعرضت * من العصم لو تمشى بها العصم زلت صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة * فمن مل منها ذلك الوصل ملت وعن إبراهيم ابن أبي عمرو الجهني قال سارت إلينا عزة في جماعة من قومها فنزلت حيا لنا فجاءني كثير ذات يوم فقال لي أريد أن أكون عندك اليوم