من عنب فجعل يغسل عنقودا عنقودا ويناوله فكلما فعل ذلك قال له برتك رحم.
وحكى علي بن محمد النوفلي عن عمه ان سليمان بن عبد الملك حج في خلافة الوليد فجاء إلى زمزم فجلس عندها ودخل الفضل بن العباس اللهبي يستقى فجعل يرتجز ويقول:
يا أيها السائل عن علي * سألت عن بدر لنا بدري مقدم في الخير أبطحي * ولين الشيمة هاشمي زمزمنا بوركت من ركى * بوركت للساقي وللمسقي فغضب سليمان وهم بالفضل فكفه عنه علي بن عبد الله ثم أتاه بقدح فيه نبيذ من نبيذ السقاية فأعطاه إياه فسأله ان يشربه فأخذه من يده كالمتعجب ثم قال نعم انه يستحب ووضعه في يده فلم يشربه فلما ولى الخلافة وحج لقيه الفضل فلم يعطه شيئا.
وحكى ابن الأعرابي قال كان رجل من كنانة يقال له عقرب حناط قد داين الفضل فمطله ثم مر به الفضل وهو يبيع الحنطة وهو يقول:
جاءت بها ضابطة التجار * ضافية كقطع الأوتار فقال الفضل:
قد تجرت عقرب في سوقنا * واعجبا للعقرب التاجرة قد ذاقت العقرب واستيقنت * ان مالها دنيا ولا آخرة فان تعد عادت لما قد ساءها * وكانت النعل لها حاضرة وحدث ابن عائشة عن أبيه ان عمر بن أبي ربيعة وقد على عبد الملك ابن مروان فادخل عليه فسأله عن نسبه فانتسب له فقال:
لا أنعم الله بعين عينا * تحية السخط إذا التقينا أأنت القائل:
نظرت إليها بالمحصب من منى * ولى نظر لولا التحرج عازم