ابن العباس اللهبي وهو يمتح بدلو من زمزم ويقول:
وانا الأخضر من يعرفني * أخضر الجلدة في بيت العرب من يساجلني يساجل ماجدا * يملأ الدلو إلى عقد الكرب ورسول الله جدي جده * وعلينا كان تنزيل الكتب قال فقلت من يساجلك فرجلي من كذا أمه قال أتعرفني لا أم لك قال قلت كيف لا أعرفك وقد نزل في أبويك سورة من كتاب الله فقال عز من قاتل (تبت يدا أبى لهب) قال فضحك وقال أنت الفرزدق قلت نعم قال قد علمت أن أحدا لا يحسن هذا غيرك.
قال أبو الفرج المعافى بعد نقل هذه الحكاية وقد الطف الفرزدق فيما خاطب به الفضل لأنه لما لم يمكنه مساجلته وقد فخر بنفسه من هاشم وقرباه من رسول الله صلى الله عليه وآله أتى يمضه ويفل من غربه.
وحدث علي بن محمد النوفلي قال كان أبى عند الحسن بن عيسى بن علي وهو والى البصرة وعنده وجوه أهل البصرة وقد كانت فيهم بقية حسنة في ذلك الدهر فأفاضوا في ذكر بنى هاشم وما أعطاهم الله من الفضل بنبيه صلى الله عليه وآله فمن منشد شعرا ومحدث حديثا وذاكر فضيلة من فضائل بنى هاشم فقال أبى قد جمع هذا الكلام اللهبي في بيت قاله ثم أنشد قوله:
ما مات قوم كرام يدعون يدا * إلا لقومي عليهم منة ويدا فمن صلى صلاتنا وذبح ذبيحتنا عرف ان لرسول الله صلى الله عليه وآله يدا بما هداه الله تعالى إلى الإسلام به ونحن قومه فتلك منة لنا على الناس وحكى أبو السكن مولى بنى هاشم قال كان الفضل بن العباس بخيلا فقدم على عبد الله بن العباس حاجا فاتاه إلى منزله مسلما عليه فقال له كيف أنت وكيف حالك قال بخير نحن في عافية قال فهل لك من حاجة قال لا والله وإني لأشتهي هذا العنب وقد أغلاه علينا هؤلاء العلوج فغمز غلاما له فذهب فاتاه بسلة عظيمة