وأضمرت منه لفظة لم أبح بها * إلى أن أرى اظهارها لي مطلقا فإن عشت أو ان مت فاذكر بشارتي * وأوجب بها حقا عليك محققا وكن لي في الأولاد والأهل حافظا * إذا ما اطمأن الجنب في مضجع البقا فأجابه الرضى بقصيدة طويلة يعده فيها بابلاغه أماله ان ساعده الدهر وتم المراد وأولها:
سننت لهذا الرمح غربا مذلقا * وأجريت في ذا الهندواني رونقا وسومت ذا الطرف الجواد وانما * شرعت له نهجا فخب وأعنقا لئن برقت منى مخائل عارض * لعينيك تقضى ان يجود ويغدقا فليس بساق قبل ربعك مربعا * وليس براق قبل جوك مرتقى وحكى انه لما شاعت أبيات الصابي المذكورة أنكرها وقال إنما عملتها في أبى الحسن علي بن عبد العزيز كاتب الطائع بالله وما كان الامر كما ادعاه ولكنه خاف على نفسه.
وحكى أبو إسحاق الصابي قال كنت عند الوزير أبو محمد المهدى ذات يوم فدخل الحاجب واستأذن للشريف المرتضى (رض) فأذن له فلما دخل قام إليه وأكرمه وأجلسه معه في دسته وأقبل عليه يحدثه حتى فرغ من حكايته ومهماته ثم قال فقام وودعه وخرج، فلم تكن ساعة حتى دخل الحاجب واستأذن للشريف الرضى وكان الوزير قد أبتدأ بكتابة رقعة فألقاها ثم قام كالمندهش حتى استقبله من دهليز الدار واخذ بيده وأعظمه وأجلسه في دسته ثم جلس بين يديه متواضعا وأقبل عليه بجميعه فلما خرج الرضى خرج معه وشيعه إلى الباب ثم رجع، فلما خف المجلس قلت أيأذن الوزير لي أعزه الله تعالى ان أسأله عن شئ قال نعم وكأنك تسأل عن زيادتي في أعظام الرضى على أخيه المرتضى والمرتضى أسن وأعلم؟ فقلت نعم أيد الله الوزير فقال إعلم انا أمرنا بحفر النهر الفلاني وللشريف المرتضى على ذلك النهر ضيعة فتوجه عليه من ذلك مقدار ستة عشر درهما أو